يكثر الحديث عن نية الولايات المتحدة الأميركية سحب قوات احتلالها من المناطق التي تحتلها في بعض الجغرافيا السورية وهي تقوم بفعل الاحتلال دعماً للمجموعات الإرهابية وتقديم كل ما تحتاجه، ثمة من يذهب إلى أنها مناورة،
ولن تبقى أكثر من أيام حتى يعود ترامب عن قراره، ويرى آخرون أنها تعد العدة لعمل ما بمكان قريب، على الرغم من العدد الضئيل للجنود لكنه بغض النظر عن العدد، هو انتهاك للسيادة السورية وخرق للمواثيق والمعاهدات الدولية، وبالتالي هو احتلال.
بكل الأحوال: عاجلاً أم آجلاً كانوا سيصلون إلى هذه اللحظة، و سواء تمت الآن، أم بعد سنة، كيفما كانت، فلن يدوم احتلال وأياً كانت الدوافع، فالحقيقة التي يجب أن تقال هي أن الانتصار السوري بصبر الشعب والجيش وقيادته، والقدرة على مقارعة محور المعتدين، هو السبب الأول والمباشر، ولا يظنن أحد ما أن الإدارة الأميركية من الغباء بمكان بحيث لا ترى هذه الحقيقة وتدركها، قد تكابر تناور، يصيبها الغرور، لكنها في النهاية تعرف أن سورية للسوريين، وأن القرار السوري باستعادة الأرض السورية كافة وتطهيرها من دنس المجموعات الإرهابية تعرف أنه قرار سيادي يعمل السوريون على إنجازه منذ سبع سنوات وهم لن يتراجعوا مهما كانت التحديات، بكل ألاحوال ليس هذا انسحاباً بمقدار ما هو هزيمة أرادوا أن يلطفوها، قد تنفذ اليوم أو غداً، وقد يخرج ترامب فجأة ويدلي بما لا نتوقعه، لكننا موقنون أن الاحتلال زائل وعلى غير رجعة، ومن صبر وناضل وانتصر فيما كان لن يعجزه ما تبقى، وإن غداً لناظره قريب.
ديب علي حسن
التاريخ: الأحد 23-12-2018
الرقم: 16867