واشنطن تصعّد استفزازاتها من البوابة الأوكرانية.. موسكو: رفض مشروع قرار نزع الصواريخ يدفع إلى المواجهة المباشرة
انتقدت الخارجية الروسية رفض الأمم المتحدة مشروع القرار الروسي حول معاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى وقالت: إن دول الناتو دعمت بتصويتها عمليا خروج واشنطن من المعاهدة.
وجاء في بيان عن وزارة الخارجية أن روسيا شعرت بخيبة أمل، بعد التصويت في الجمعية العامة على مشروع قرار روسي يدعم معاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.
وكتبت الخارجية: نتائج هذا التصويت تعد ضربة جديدة للأمن والاستقرار الدوليين. والآن، مع انهيار المعاهدة المذكورة، سيتم دفع عدة مناطق في العالم إلى سباق التسلح، بل وإلى المواجهة المباشرة.
وأضافت: من أجل الاعتماد الرسمي للمشروع بأغلبية ثلثي الأصوات، كان يجب أن يظهر عدد كاف من حلفاء وأقرب شركاء واشنطن الاستقلالية عنها في الشؤون الدولية، ورغم ضغوط واشنطن القوية، كان يجب أن يبدي هؤلاء نهجاً مسؤولاً تجاه المحافظة على آليات الرقابة على التسلح، التي أخذت تتزعزع بسبب سياسة الولايات المتحدة».
وختمت: هذه الدول وخاصة الأعضاء في الناتو وعلى الرغم من تصريحاتها الخاصة حول أهمية المعاهدة المذكورة، صوتت ضدها وهي بتواطئها أو تنازلاتها الطائشة، باركت لواشنطن عمليا، عزمها على تدمير المعاهدة.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أخفقت أول أمس بتبني مشروع القرار الروسي لدعم معاهدة الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى على الرغم من أهميتها في حفظ الأمن الأوروبي والدولي.
وبين معارضي مشروع القرار،كانت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي واليابان وتركيا وأوكرانيا.
أما الدول التي أيدته فكان بينها الصين وإيران وسورية والدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي وعدد من دول أمريكا اللاتينية.
وقد علّق عضو مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف على رفض الأمم المتحدة مشروع القرار معتبرا أن انضباط الغرب الحزبي بات يهدده.
وكتب في صفحته على فيسبوك: الانضباط الحزبي الغربي بات تهديدا مستقلا للسلام، تدمير أهم معاهدة للحد من التسلح سيبقى وصمة عار على جبين واشنطن وحلفائها، ويجب أن يعرف كل الأوروبيين هذا الأمر الآن.
وأضاف: هناك دول كثيرة تؤيد موقفنا ولكن الكثير منها تخشى التعرض لغضب واشنطن التي تسعى بجدية لنزع أي رقابة على الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، مشددا على ضرورة النضال حتى النهاية من أجل الحفاظ على هذه المعاهدة.
في الأثناء أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو أن بلاده ستخصص 10 ملايين دولار إضافية لدعم القوات البحرية الأوكرانية بعد حادث مضيق كيرتش.
وأضاف: نحن بذلك نؤكد تضامننا مع ليتوانيا وبريطانيا اللتين تخططان أيضا لزيادة المساعدات المقدمة لأوكرانيا في مجال الأمن.
ودعا المتحدث الأمريكي روسيا لإعادة السفن الأوكرانية المحتجزة لديها وإطلاق سراح البحارة الأوكرانيين، وضمان المرور الحر للسفن عبر مضيق كيرتش وبحر آزوف إلى الموانئ الأوكرانية، واحترام سلامة ووحدة أراضي أوكرانيا.
وعلى خط مواز مدد الاتحاد الأوروبي رسمياً العقوبات الاقتصادية ضد روسيا لـ 6 أشهر، حسبما أفاد مجلس الاتحاد الأوروبي في بيان.
وأكد البيان أن قرار المجلس مرتبط بـ « بعدم حصول أي تقدم في تنفيذ اتفاقيات مينسك» ( حول تسوية الأزمة الأوكرانية)، مشيرا إلى أن قرار تمديد العقوبات اتخذ من قبل قادة دول الاتحاد ورؤساء الحكومات في قمة الاتحاد الأوروبي التي عقدت في 13 الجاري.
من جانبها، أكدت الخارجية الروسية مراراً أن تنفيذ اتفاقيات مينسك يعتمد بشكل أساسي على أطراف الأزمة الأوكرانية، وأن روسيا ليست طرفا في الأزمة ولا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وفي سياق ذي صلة علقت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على بيان للاستخبارات الأمريكية، أشار «إلى تدخل روسيا والصين وإيران في انتخابات 2018 الأمريكية، وأكد أنه «لا دليل لديه على ذلك.
وكتبت زاخاروفا على صفحتها في فيسبوك: تسبب أصحاب مثل هذه القرارات بجعل الشعب الأمريكي موضعا لسخرية العالم، وبهذه الأساليب لن تصبح الولايات المتحدة «عظيمة من جديدة»، لأن هذا السلوك لا يمكن أن يثير إلا الازدراء والاشمئزاز.
في وقت سابق صرح مدير الاستخبارات القومية الأمريكية دانيال كوتس، بأن روسيا والصين وإيران مارست التأثير على الأمريكيين خلال انتخابات الكونغرس 2018.
وبين الحين والآخر يكرر المسؤولون الروس نفي أي تدخل روسي كان في الحملات الانتخابية للدول وبينها الولايات المتحدة.
التاريخ: الأحد 23-12-2018
الرقم: 16867