بين دخول قوات احتلال تركية.. وتمدد «داعش» والإرهاب من جديد.. وسيطرة «قسد» وبزوغ اسم قوات الاحتلال الفرنسي والبريطاني كداعم لها.. بين هذا وذاك كثرت التنجيمات، والتحليلات وقراءة ما بين سطور قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قوات بلاده المحتلة من شرق الفرات، وتناولها آخر بأنها صفقة بيع «الكرد» للتركي، او إفساح أمام جنود رجب أردوغان لدخول المنطقة.
هذه التحليلات والتأويلات تصدق، وتصيب قلب الحقيقة في حالة واحدة فقط، وهي لو أن ما يحصل ليس على الأراضي السورية، أو في غياب حكومة وجيش سحق الإرهاب طوال ثماني سنوات، بل ان حديثهم هذا وكأنه في «أرض مشاع».
يتحدثون فيما سبق وفق تحليلات حيناً، وجهالة بحالة سورية أحيانا.. ونحن سنتحدث وفق ايماننا وقناعتنا، مدعوما بحقائق الأرض والميدان، لنقول بأن شرق الفرات ارض عربية سورية، ولن تطأها قدم محتل، او تبسط السيطرة عليها يد خائن وعميل، ولا نبالغ اذا قلنا بأن جنود الجيش العربي السوري ستكون هناك قريبا – بتنسيق مع الفصائل الكردية او من دونه – والميدان قد يفرض تغيرات في تكتيكات الخطط الحربية، دون المساس في الاستراتيجية، فيمكن لادلب أن تكون بعد قرار ترامب ثانيا، وتحل منطقة شرق الفرات أولا، هذا في التحليل لان القرار يبقى أولا وأخيرا للقيادة ولتقديرات قادة الميدان.
تغيرات دراماتيكية متسارعة بدأت تهب على شرق الفرات.. والصمود في وجه تلك الأعاصير لمن كان بيته على صخر، وليس ذاك الذي بناه على عجل أو ارتضى السكن في خيم، سوف تقتلعها تلك المتغيرات، فالكردي «الولد الضال» بات بلا مأوى سوى وطنه بعد أن تخلى عنه سيده على قارعة الطريق.. وشذاذ الافاق من إرهابيين ومرتزقة باتوا وحيدين في العراء بعد أن هرب حاميهم الأميركي، كل ذلك دفع الى تشكل صورة جديدة، بدأت ملامحها تتوضح عبر ما يسرب من معلومات عن وفود لفصائل كردية في دمشق، واخبار بطلب فصيل مسلح فتح ممر آمن لعبور عناصره من منطقة التنف والمدنيين المتواجدين في مخيم الركبان نحو شمال البلاد.
نُتهم دائما كإعلام وطني بأننا نغرد خارج السرب دائما، ونبالغ حينا ونهوّل أحيانا، وبأننا نعيش على كوكب آخر بعيدا عن الواقع والمنطق.. ـ وبعيدا عن اهتمامنا بتلك الترهات والاضاليل ـ سنستشهد بأقوال وردود فعل من يصفنا بذلك لتكون خير شاهد بأننا لم نكن يوما الا عين الحقيقة ومرآة للواقع.. فتعترف أوساط صهيونية بأن الميدان لن يكون الا للجيش العربي السوري، معلقين على قرار الرئيس الاميركي، ترامب ـ رمانا تحت عجلات الجيش السوري ـ وربما خجلوا من كلمة تحت نعال الجيش السوري، فكانت عجلات.. ليجن بالمقابل جنون المدعو فيصل القاسم الذي حرض طوال ثماني سنوات على محاربة الجيش العربي السوري وقتل الشعب، فيقر بانتصار سورية، ويصف ما يسمى» الفصائل المعارضة» بـالأدوات والمرتزقة في أيدي داعميها ومموليها وتعمل بالريموت كونترول، وهي من كانت بنظره سابقا «ثوار» تحاكي تشي غيفارا.. نقول ويقولون، وانتظروا قريبا جدا لنسمع جميعا ما سيقوله ابطال الجيش العربي السوري.. فإني أرى عيون شرق الفرات خضرا.. وشهر كانون سوف يزهر نصرا هناك.
منذر عيد
Moon.eid70@gmail.com
التاريخ: الأثنين 24-12-2018
رقم العدد : 16868
السابق
التالي