ليس بالاجتماعات وحدها ولا بالشعارات وحدها ولا حتى بالأمنيات وحدها تتحرك مياه البنية الاقتصادية في القطاعين العام والخاص (الراكدة منها وشبه الجافة والمتدفقة) التي تراوح إيقاعها بين المنخفض والمقبول والجيد على أحسن وأبعد تقدير بعكس ما تشتهي وتحب السلطة التنفيذية التي مازالت وتنتظر من الشريك الحقيقي الخاص وثبات لا خطوات خجولة تارة وفاترة وغير مكتملة تارة أخرى.
فمركبنا الاقتصادي يحتاج إلى أمواج حقيقية لا خلبية .. إلى رافعة من نوع خاص جداً وشريك استراتيجي لا مرحلي أو مصلحي، ليس فقط لرسم سياسة تنموية عامة وشاملة، وإنما للتحرك الجاد والفعال باتجاه تحريك عجلة الإنتاج في المصانع والمعامل والورش التي تحول البعض منها من خلية نحل تعج بالحركة والبركة قبل الحرب إلى مكان مهجور أثنائها وبعدها، واستنهاض القوى العاملة في جميع القطاعات المنتجة .. للانتقال من مربع الاكتفاء الذاتي إلى دائرة تنشيط العملية التصديرية وصولاً بمؤشراتها إلى أرقام قياسية تعكس حقيقة النقلة التي ستسبق الوثبة الاقتصادية والصناعية والتجارية والزراعية.
فالعملية التنموية الشاملة في المرحلة الحالية لا تحتمل أي تأخير أو تعطيل أو إبطاء من أي ركن من أركان البنية الاقتصادية وتحديداً الخاص منها الذي يجب على اتحاداته (التجارية والصناعية والزراعية والحرفية …) التحرك مجتمعين لا منفردين لأخذ موقعهم ومكانهم ودورهم التنموي والاقتصادي في المرحلة القادمة (مرحلة ما بعد الحرب والانتصار) باعتبارهم محافظ اقتصادية استثمارية حقيقية سبق لهم وأن كانوا شركاء استراتيجيين، ويجب أن يظلوا كذلك للمساهمة وبفاعلية في بناء سورية التي أعطت الكثير الكثير ومازالت على الرغم من كل ما تعرضت له من مؤامرات وحروب وإرهاب.
اليوم على الجميع (عام وخاص ومشترك) التحرك وفق مؤشر بوصلة عمليتنا التنموية الشاملة وتعزيز الشراكة الحقيقية بين الحكومة والقطاع الخاص للتصدي للحرب الاقتصادية التي تشن علينا كخطوة أولى تسبق هزيمتها والتغلب عليها في مشهد مطابق تماماً لما جرى في المشهدين العسكري والإعلامي، تمهيداً لإعطاء شارة الانطلاق لقطار الإعمار والبناء الجماعي والذي لم يكن في يوم من الأيام أحادي.
وهنا نقول (شرف الوثبة أن ترضي العلى، غُـلِبَ الـواثبُ أم لـم يُغْلَبِ)
عامر ياغي
التاريخ: الأثنين 24-12-2018
رقم العدد : 16868
السابق
التالي