عندما نتقيد بالقانون فإن المجتمع ينظم نفسه بنفسه ،وعندما يحترم كل مواطن القانون فإن الكثير من الثغرات والفجوات ترمم وتعالج الصعوبات أينما وجدت ..فالإنسان هو المحرك الأول لأي فعل إيجابي أو سلبي ،هو المنقذ وهو المغرق في آن معا لأي تفصيل من التفاصيل صغر أم كبر.
بعد سبع سنوات من ثقافة الاختبار لأوجاع الناس تبين ان كثيراً من الفوضى التي نتجت عن تجاوز القوانين والعبث بها أو تجييرها لصالح طرف دون آخر كانت أساسا في زيادة الألم المعنوي في نفوس العباد التي لا حول لها ولا قوة لها إلا أن تصمت على الحسرة والندم والفقر والمرض مكتفية بدعاء الفرج.
ان القوانين الناظمة لحياة الأمم والشعوب تتطور بتطوير حالة الوعي والتقدم ومدى الفهم العميق لأن تكون سندا وعونا ومساهمة في رقي البلد وإعطائها الوجه المشرق من خلال السلوك القويم الذي يعبر عن الذات ويعكس الحالة التربوية والتنشئة الاجتماعية التي هي مرآة عاكسة لكثير من الدلالات والتفاصيل.
تطبيق القانون يبدأ من تنفيذ أبسط الأشياء في المنزل من ترتيب السرير والمكتبة والحقيبة المدرسية إلى الحفاظ على كل ما هو مطلوب الحفاظ عليه في الخارج والمحيط من رعاية الغرسة والنبتة ، والحفاظ على الشجرة، ومقعد الدراسة ومغاسل الحمامات والشارع والحديقة والمؤسسة وعدم العبث بأي أثاث ومقدرات الممتلكات العامة والخاصة تكون النتيجة بلا شك مطمئنة.
عندما يتقيد الجميع برمي القمامة بمواعيد محددة وفي مكانها المخصص..عندما يتقيد سائقو الحافلات والمركبات على اختلاف انواعها في المواقف والمرائب والكراجات المحددة..حين يبقى رصيف المشاة من حق الاقدام العابرة دون أن يستغله صاحب ورشة منتفع وبسطات بالعشرات لفقراء ضغطت عليهم وعلى الجميع ظروف قاسية كقساوة الصخور .
عندما تنجز معاملتك المطلوبة في وقتها وظروفها دون مهادنة أو رشوة أو تأخذ حصتك من المخصصات الغذائية المصروفة لك وأنت منتظم بالدور دون زحمة ودفش وطحش. حين نحترم مواعيد العمل ونستثمر الوقت للصالح العام والخاص لتقديم الأفضل وغيره الكثير من مسائل تطبيق القوانين.عندها تبدو للكثير من الأشياء جماليتها وتعكس رقي أصحابها وناسها ..فهل من الصعب أن نربي ونطبق بما يليق ببلدنا .
غصون سليمان
التاريخ: الأثنين 24-12-2018
رقم العدد : 16868
السابق
التالي