لايمكن أن تكون مفاهيمها رجراجة أكثر من الآن, الواقع المتفجر, وما يرشحه من عدم الاستقرار, الامر الذي حول التكتل الثقافي المحلي, او الاكثر امتدادا بمختلف وجوهه من انشطة او منتج ابداعي تشكيلي أو سينمائي.. او مسرحي.. الى مجال مربك لصانعيه, مؤطر بوجهات نظرهم وبمزاجية ابداعية عامة قد لاتتمكن من الاتكاء على ارثها, او الانتشاء بمجد قادم.
تداعيات تخلخل الثقافة من تغييب للفلسفة, للفكر, للابداع.. للموهبة.. يتوالى انعكاسها على مجتمعاتنا, لم نعش أكثر من الآن تشوها قيمياً, وتفجرات مجتمعية رمت بكل يقينيات الانتماء أرضا وفجرت بشكل مباغت حراكا واضطرابا قد ينتهي يوما بشكله الظاهري, ولكن في العمق بدل وغير ونما ظواهر التخريب الفكري والروحي العميق.
إن لم نواجه كل هذا التخريب, بأدوات وفكر أقوى منه., إلى أي درك نمضي..؟
ولكن هل نواجهه.. وإن فعلنا هل تكون مواجهتنا مؤثرة..؟
ألا نراوغ ونبررعجزنا, ألأ نفاخر بإنجازات لم توجد الا في أوهامنا..؟
الا نشرعن اللاقيمي, ونباهي بفتات فكري, لن يصمد في وجه الزمن..!
ألم يغب النقد.. ونحول من يتفوه به الى عدو مباشر علينا الاقتصاص منه..؟!!
لو أردنا ان نحصي نتائج تردي ثقافتنا وعجز مشاريعنا الثقافية, لما توقفنا..!
مثقفنا أين هو.. وهو يرى عناصره التكوينية الى اندثار..!
أين هو من كل هذا الغليان.. الفكري والاجتماعي وحتى السياسي؟
هل اثر اداء المثقف على هذا الغليان بأي شكل, هل تلقف جوهر هذا الحراك, وفلسفه, وحاول تصدير فهم مختلف وفهم عميق لكل مايحدث, بعيداعن التجاذبات الايديولوجية..؟!
نقاشات لانهائية.. ان أردنا الاسهام في التغيير المنشود.. تحتاج الى استراتيجيات ثقافية مختلفة, نجيد عبرها الانطلاق نحو لحظات ثقافية كبرى, إن لم نجيد التقاطها لن تحكم قبضتها الواقعية, وستبقى البرمجة الثقافية والفكرية المحلية منفلتة كل باتجاه حتمياته القاصرة..!
soadzz@yahoo.com
سعاد زاهر
التالي