الانسحاب الأميركي ودروسه

لا جدال في أن القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالانسحاب المفاجئ والسريع من سورية ـ وهو القرار الوحيد المتعقل له بعد سلسلة من الحماقات والقرارات المجنونة ـ سيجرّ خلفه تداعيات أميركية أخرى لن تبقى محصورة في استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس، بل قد تطول رموز أخرى في إدارة ترامب، بسبب اختلاف وتصارع الأجندات بين المستويين السياسي والعسكري.
وما يقال بحق أميركا يصح في حالة إسرائيل نتيجة العلاقة التحالفية التي تجمعهما، وتأثير مثل هذا الانسحاب على مجمل الحسابات والرهانات الإسرائيلية في المنطقة، وليس سراً أن مستقبل نتنياهو السياسي بات على المحك بسبب تهم الفساد التي تلاحقه داخلياً والتحديات الإقليمية التي فرضت نفسها بسبب تعاظم قوة محور المقاومة.
قرار ترامب الذي ترجم مأزقاً أميركياً عميقاً على المستوى الاستراتيجي، أحدث هزة عنيفة في أوساط حلفاء واشنطن وأدواتها في المنطقة والعالم، وخلق لديهم حالة انعدام ثقة بالسياسة الأميركية عموماً، فالقوة العظمى التي تتحكم بمصير العالم وتحشد الكثير من دوله كالقطعان خلف مشاريعها وأطماعها وتحالفاتها العدوانية، لا تعرف ماذا تريد، ولا تملك استراتيجية واضحة لمستقبل العالم.
فالذين رسموا في أذهانهم سيناريوهات حالمة للمنطقة بالاعتماد على الوجود العسكري الأميركي في سورية، سيكون عليهم إجراء مراجعات سريعة ومؤلمة لسياساتهم العدوانية والتدخلية، والاستعداد لمرحلة جديدة عنوانها انتصار سورية وحلفائها، وإعادة صياغة معادلات المنطقة وفق معطيات هذا الانتصار المدوي.
من بين أهم الدروس والرسائل التي أفرزها قرار ترامب هو أن أميركا لا تكترث بالمبادئ والعهود والالتزامات التي تقطعها، بل هي مستعدة لبيع حلفائها وأصدقائها عند الضرورة دون الالتفات إلى مشاعرهم أو مصالحهم، فهل يتعظ أولئك الحمقى الذين ربطوا مصيرهم بها وخانوا شعوبهم وأمتهم وقضاياها في سبيل خدمة المشاريع والأجندات الأميركية المتبدلة والمتغيرة، أم إنهم أعجز من أن يتعلموا أو يتعظوا..؟!
عبد الحليم سعود
التاريخ: الأثنين 24-12-2018
رقم العدد : 16868

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية