مع نهاية كل عام وبداية آخر يطل علينا ليس فقط العرافون والمنجمون بتوقعاتهم لجملة طويلة من الأحداث والوقائع المقدر لها أن تقع في غضون اثني عشر شهراً لاحقاً،
وإنما يطلع علينا البعض ممن يجيدون سياسة تدوير الزوايا لتوزيع شهادات النجومية والشهرة على هذا المسؤول أو ذاك في محاولة لبروزة صورة واحدة أو اثنتين على حساب المشهد العام ككل.
هذا كله وغيره لن يمنعنا مع أفول نجم 2018 وإشراق شمس 2019 من إطلاق العنان لآمالنا وأحلامنا، والإفراط في تفاؤلنا بغد مشرق واقتصاد متعاف قادر على رأب الصدع المعيشي الذي أحدثته الحرب، وتصويب مؤشر بوصلة العملية الإنتاجية (الصناعية والتجارية والزراعية والاستثمارية والسياحية ..) بعيداً قليلاً عن الاجتماعات المكتبية والخطط الورقية، ووضع الملفات الهامة والعاجلة والضرورية تحت مجهر التنفيذ لا التجريب، للوصول إلى حلول جذرية لا جزئية قادرة على نقل أصحاب الدخل المحدود من القلة إلى الغلة الوفيرة نوعاً ما وصولاً إلى بحبوحة الرواتب والاجور والغاز والكهرباء وخفض الأسعار ولجم حالة فلتان الدولار وقفزاته الخلبية وحل عقدة ملف القروض المتعثرة والتشابكات المالية ووضع حد ونهاية لحلقات مسلسل التهرب الضريبي الماراتونية، وإعادة تفعيل قرار اللوائح البيضاء والسوداء بحق كل من ينظر ويتعامل مع المواطن على أنه الحلقة الأضعف، ونسخ تجربة الجيش العربي السوري الناجحة بامتياز لجهة قصقصة أجنحة غربان الإرهاب والقضاء عليها، وتطبيقها على الفاسدين والمهربين ..
عام 2019 يحتاج إلى عقول وأدمغة تهتم ليس فقط بالمضارع وإنما بالمستقبل القريب والبعيد أيضاً لا بالافتراضات والتحاليل النظرية، فالوطن والمواطن يستحقان الأفضل دائماً، ومن سوء حظ البعض أن ذاكرة المواطن ليست قصيرة، ولا ينسى ولا حتى يتناسى، فهو مازال متلهفاً لرؤية لا لسماع فقط كل ما يتعلق بمستقبل بلاده، ويتصل بشؤونه العامة والخاصة، بالشكل الذي يكون فيه عامه الجديد أخف وطأة عليه من كل ما مر به في السنوات الماضية، فهو يترقب ويستبشر خيراً بقادمات الأيام ويمني النفس أن لا يكون عام 2019 نسخة عن أي عام سابق بعنوان جديد له.
عامر ياغي
التاريخ: الأثنين 31-12-2018
رقم العدد : 16874