وينتهي العام اليوم، الذي كان ملوّناً بمختلف الألوان، ألواناً زاهية أحياناً، وقاتمة أحياناً أخرى، وما بين بين في بعض الأحيان، لنبدأ غداً عاماً جديداً،
وقد أعددنا له جعبة آمالٍ لعلّ الأيام تسعفنا في تحقيقها، أو على الأقل تحقيق بعضها.
الألوان الزاهية لهذا العام الذي يمضي، رَسَمَها بكفاءةٍ وجدارة، وبلا منازع، أبطال جيشنا العربي السوري، الذين سحقوا أعداء الإنسانية من الإرهابيين، وأذاقوهم طعم مرارة الهزيمة، بانتصاراتهم المتلاحقة، من دمشق في مخيم اليرموك وما حوله، إلى ريف دمشق في دوما وحرستا، وعلى امتداد الغوطتين الشرقية والغربية، حتى تطهّر طوق العاصمة بالكامل، وغدت هادئة آمنة، وسرعان ما انتعشت ودبّت الحيوية في عروقها، وازدحمت شوارعها وأسواقها، ثم اتّسعت دائرة الانتصارات إلى درعا، وبالتوازي إلى القنيطرة، وحتى آخر تل من تلال الصفا في بادية السويداء، ليصير الجنوب السوري محرراً بالكامل، وصولاً في نهاية العام إلى منبج، معلناً تحريرها، تمهيداً لما بعد منبج.
أما الألوان الأخرى فشكّلت تلك اللوحة التي ظهرت من خلالها هوّة سحيقة بين الدّخل والأسعار، وعجز كبير لراتبٍ لم يعد يقوى على الصمود أكثر من أيامٍ قليلة من الشهر، ولم تسعفنا الآمال، ولا التصريحات ولا التسريبات، بأي زيادةٍ تَجسِرُ ولو جانبٍ من تلك الفجوة الآخذة بالعمقِ والاتساع، كما لم تسعفنا الصرخات المتوالية بوجه التجار الذاهبين بلا هوادة، إلى إزكاء نار الأسعار اتقاداً واشتعالاً، ولم يعد بإمكاننا إلاّ أن ننتظر هذا العام القادم غداً على صهوة الزمان، علّنا نرى فيه فرجاً يُنعش قلوب المتعبين، الذين أنهكتهم تكاليف الحياة، وصعوبة عيشها، وغلاء أسعار ما فيها.
فيا أيها القادم الجديد إلينا غداً.. ما الذي تُخبّئه لنا بين جعبِ أيامك وجيوب لياليك..؟ كل شيءٍ يسير نحو الأفضل، فلا شكّ بأنك تحمل إلينا الأفضل، فنحن نريد أن نفرح، ونريد لمشاعرنا أن تتفرّغ لبهجة النصر، لا أن تتبدّد هنا وهناك.. لا تعرف أن تحزن، ولا أن تجد مطرحاً للفرح..!
علي محمود جديد
التاريخ: الأثنين 31-12-2018
رقم العدد : 16874