الهدية كالسحر تدفئ القلوب و تدني البعيد من الهوى حتى تصيره قريبا .. في هذه الأيام و في كل أوقات ومناسبات الفرح و الأعياد يتبادل الناس الهدايا تعبيراً منهم عن حبهم للآخر سواء كان والده أو والدته أو زوجه أوشقيقه أو صديقه أو حبيبه ..
فالهدية لها وقع جميل في النفس وأثر إيجابي كبير في نفس المهدي و المهدى إليه ..
كيف لا و الهدايا على مقدار محبيها حيث تتنوع الهدايا في أشكالها وأنواعها ومعانيها ودلالاتها …
منها المادي و منها المعنوي .. منها ما يوضع في علب أنيقة و غلاف جذاب و منها ما يصدر من اللسان بتوجيه من القلب ليقع في فؤاد المهدى .فالحب هدية يجب أن تستعد له بمراسم واستقبالات تليق للترحيب به ..و المرأة هي الهدية الوحيدة التي تختارها فاعرف كيف تختار هدية العمر ..
والصداقة هدية عظيمة عليك أن تحافظ عليها ،الهدية في معناها السامي تعبير إنساني عن المحبة و الوجدان و التقرب وهي استمرار للترابط الإنساني دون تكليف أو تبذير،وللهدايا وقع جميل في حياتنا فهي رسالة حب بدون أحرف تخاطب المشاعر و تدعو للتسامح بين الأفراد و الشعوب وتقارب اجتماعي و نفسي يؤثر في الحياة و يتأثر بهم ..
وللهدية أثرها الإيجابي الكبير لتدعيم المحبة بين الزوجين و تزيل الخلافات و المشاكل فهي تجدد ايقاع الحياة و تكسر حالة الجمود .. فالزوجة تسعد بها و تتفاخر بزوجها الذي لا ينسى الاحتفال بمناسباتها و ترى في ذلك ترجمة لاستمرار مشاعر الحب
.الهدايا ذكرى لا يمكن أن تنسى: تقول رباب وهي ربة منزل : الهدية تعبير إنساني نبيل و لا يمكن أن أنسى أول هدية من زوجي اضاءت الحياة عندي وأعطتني دفعة كبيرة من الأمل عندما اهداني ما كنت أحلم بأن اقتنيه وهو بيتنا الذي جمعنا على الحب و أعطانا الدفء و الاستقرار .. أما عبد الله وهو تاجر فيقول : الهدية شيء لطيف و شاعري وهي تدل على ذوق و رقة من يتعامل بها فهي تعطي رونقا و ألقا و لونا آخر للحياة إنها ليست بقيمتها المادية و لكن بمضمونها العفوي الرقيق و لا زلت هنا أذكر هدية عبارة عن بطاقة جميلة مع ورقة بيضاء لنجاحي في عملي ..
أما رؤى طالبة جامعية فتقول : لا بد من الهدية حتى لا تكون الحياة مملة فهي تشعر الإنسان بأن هناك من يحبه و يفعل شيئاً لأجله دون طلب منه و أجمل هدية أقدمها لأغلى الناس هما امي و أبي .. أما أسماء فتقول: أول هدية حصلت عليها و لا أنساها عندما تقاضى زوجي أول راتب من وظيفته الجديدة ،إننا نحفظ تاريخ تلك الذكرى و لا ننساها و نجدد اللحظات الحلوة في زمن تكثر فيه المشاكل و الهموم .. عدنان مدرس يقول: الهدية لا تمثل المستوى المادي أو الشخصي فيمكن أن نقدم للأطفال كتاباً مفيداً أو لعبة تركيبة تحرك الذهن ،المهم مبدئي هو البساطة في تقديم الهدايا ..و آخر يحب الحياة و يرى في الهدايا مزيداً من المفاجآت لعالم رائع و جميل. و الهدية لا تحتاج لمناسبة هذا رأي أم سعيد وهي زوجة و أم لثلاثة أبناء حيث تقول :ما المانع أن يقدم الزوج لزوجته أو بالعكس هدية دونما مناسبة ليشعرها أنها مهمة لدى الطرف الآخر و المرأة بطبيعتها عاطفية و تحب أن تشعر بأن أولادها وزوجها دائمو الاهتمام بها و يحبونها.
وأخيراً نقول :إن الهدية رسالة حب بدون كلمات و باقة ورد جميلة وسط ركام الحياة. و ستبقى الهدية رسالة معنوية و رابطة وصل بين الأفراد و الأزواج والأصدقاء و الهدية أخذ ورد فمن وصلته هدية لابد أن يتحين الفرصة المناسبة لردها رداً متكافئا. وإن شعر أن هذا الرد أكبر من استطاعته فيمكن الاعتذار عن قبولها بكل لباقة و يجب ألا يضع نفسه في موقف تقبل هدايا أكبر من قدراته و إمكاناته حتى لا يحاصره الضعف و الإحراج.
أما الشخص الذي يرفض الهدايا تحت شعار لا أقبل الهدايا كي لا اردها و لا أريد أن أعطي و لا أريد من أحد أن يعطيني فهو إنسان يميل إلى العزلة و الانطوائية ويحيا وحيدا في المجتمع لشعوره بأنه ليس ندا اجتماعياً للمحيطين به و لا بد ان نفرق بين الهدية و الرشوة التي تأخذ صورة الهدية و لكنها تفقد معناها النبيل و الإنساني عندما تقدم للحصول على منفعة أو مصلحة ما.وخلاصة القول كل يوم يعيشه الإنسان هو هدية من الله و لاينبغي علينا أن نضيعه بالقلق من المستقبل او الحسرة و الندم على الماضي .
أيمن الحرفي
التاريخ: الخميس 3-1-2019
الرقم: 16875