صاغوا لنا أساور المجد.. ونسجوا لنا عباءة الكبرياء..تعطرنا بأنفاسهم عطر الحياة.. رسموا لنا مساحة وطن وصورة حقيقية حملت على أكتافها المعجزات..
تجاوزوا كل الأسلاك الشائكة..
واجتازوا خطوط التماس من أصغرها الى اكبرها..عبروا الأنفاق المظلمة..بعثروا أعقد الخطط..مروا فوق كل شبر من التراب المقدس..
كتبوا بدمائهم قصيدة عشق لأغلى وطن شارف من عمره الثامن على وداع حقبة من عدوان شرس وحرب قذرة بكل تفاصيلها ،كان للشعب العربي السوري بكل فئاته خصوصية بارعة في تقليم أظافر أزمة شارك بتصميمها وتصنيعها أشرار كون مهمتهم اقتصرت على توزيع أدوار القتل والتخريب أينما يحلو لهم الهدف.
على مسافة ساعات من عمر دهرنا طوى عامنا أيامه ولياليه وروزنامة الحدث متخمة بالبيانات تتصدر فيها خريطة انتصار لأخبار الميدان السوري الذي يرتب على الطاولة أجندات الشؤون السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
عام ودعنا فيه العشرات من الأحبة ،ودونّا في الذاكرة عبارة حدث في مثل هذا اليوم..هي الأيام تقضي حوائجها وتمضي لا تنتظر من يطرق الأبواب المغلقة بعد حين .
فهنيئا لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ،فكسبوا وطنا راهنوا على تقسيمه وحموا دارا من افتراس الضباع وصانوا شعبا كان أهلا للوفاء.
رجال الحق ..رجال الجيش العربي السوري، كانوا في عين العاصفة ولازالوا يبددون أشرعتها ويحرفون مساراتها الهوجاء عن تحقيق أغراضها .
هم اليوم يعيدون الدفء المعنوي والمادي لكل جسد وروح وأرض ..يبنون جبالا من الصمود وقلاعا من المحبة اقفالها تضحيات الشهداء الأطهار حيث أثمرت دماؤهم في كل ركن وزاوية كرامة ونصرا وعنفوانا.بانت على وجوه أطفال شردها الفقر والحرمان وعلى نساء ذاقت من القهر ما يكفي من غربة ونسيان ..ومساحة انتظار في أفئدة كثيرة تدعو الله أن يفرج هم الحزانى والمفقودين والمخطوفين ، وأن يبدد ظلمات الأيام بأسعدها ..
هي الأمنيات تتزاحم في لحظة ،تعبر فيها دروب القلب ،تحلم بما تشاء وكيفما تشاء .على أمل بأن تباشير القادم أجمل .
وكل عام والوطن قائدا وشعبا وجيشا بألف خير .
غصون سليمان
التاريخ: الخميس 3-1-2019
الرقم: 16875