العمل على تفادي العقوبات الأميركية على إيران لا يزال مستمراً بين طهران والدول الأوروبية، بعد أن أخرج الرئيس الأميركي بلاده من الاتفاق النووي الموقع بين الأطراف الثلاثة أو «5+1»، وأصبح يرغب بمفاوضة طهران على حدة وهو ما تقابله الأخيرة بالرفض المستمر.
هذا التمسك الأوروبي بما تم التوقيع عليه مع طهران يبدو أن ثمة خيوطا له تقترب من إعلان الحل، بعد أن أعلنت المتحدثة الرسمية باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية أن الاتحاد الأوروبي ما زال مستمراً في العمل للوصول إلى آلية لتفادي العقوبات الأميركية ضد إيران، وأن تفاصيل هذه الآلية قد تعلن خلال الأسابيع القادمة.
حيث قالت المتحدثة مايا كوتشينتاتيش أمس: العمل ما زال مستمرا لوضع آلية خاصة للمدفوعات، وتفاصيل هذه الآلية ستطلق خلال الأسابيع القادمة، ونحن ملتزمون بها طالما التزمت إيران بجانبها من الاتفاق النووي، مضيفة: لا أستطيع أن أضع تاريخاً محدداً، ولكن أؤكد أن العمل مستمر.
وكان الاتحاد الأوروبي أعلن إنشاء آلية خاصة تسمح للشركات الأوروبية بمواصلة العمل مع إيران دون التأثر بالعقوبات الأميركية، حيث تهدف الآلية المالية الأوروبية لإنشاء قناة مالية جديدة لحماية حرية الأوروبيين في السعي إلى إقامة تجارة مشروعة مع إيران وحفظ المصالح الاقتصادية الإيرانية في إطار الاتفاق النووي، وتسهيل نقل العائدات المالية من الصادرات النفطية الإيرانية إلى أوروبا والسماح لإيران بالدفع مقابل مشترياتها التقليدية من الدول الأوروبية.
في حين رد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني على مزاعم ترامب وتصريحاته الأخيرة حول رغبة إيران بإجراء حوار مع أميركا، بتأكيده أن الأميركيين ومن خلال التجارب أثبتوا أنهم غير أهل للثقة والدخول في مفاوضات معهم.
جاء ذلك في تصريح أدلى به للصحفيين أمس على هامش ملتقى «الدفاع والأمن في غرب آسيا» الدولي المنعقد بطهران بالقول: إن أميركا بخصائصها الراهنة لا يمكنها أن تكون طرفاً للتفاوض مع أي دولة وأثبتوا أنهم غير جديرين بالثقة وأن تاريخ المفاوضات يثبت هذا الأمر والمسألة الأخرى هي أن الأميركيين هم الذين يبعثون الرسائل ويعلنون الاستعداد للتفاوض مع إيران، موضحاً أن إيران اتخذت سياسة عدم الاستسلام والرضوخ للضغوط.
ومن الملتقى ذاته ردّ المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي على مزاعم ترامب ذاتها بالتأكيد أن إجراءات أميركا العدائية تجاه إيران لم ولن تفلح في تحقيق أهدافها.
وقال: إن هذه الأقوال محض أحلام ولا تتطابق مع الواقع، وان الشعب الايراني لن يخضع أبداً أمام ضغوط أميركا.
وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي هو الآخر ندد في كلمة له خلال الملتقى بالسياسات التي تنتهجها أميركا حيال المنطقة، مشيرا إلى أن الأطماع الغربية شكلت مصدراً للمخططات التي تستهدف دولها.
ونقلت وكالة فارس الايرانية قوله: إن الأطماع الغربية الاستعمارية شكلت عنصراً مهماً في بلورة التطورات في المنطقة ومصدراً للمخططات ضد دولها، مبيناً أن إنشاء الكيان الإسرائيلي بمثابة جرح نازف لدى الرأي العام لشعوب المنطقة، وأن تحقيق السلام والاستقرار في هذه المنطقة بات ليس بعيداً وسيكون النصر النهائي حليفاً لشعوبها.
وكان ترامب زعم أن «أوضاع إيران سيئة وأنها ترغب بالحوار مع بلاده».
وكالات-الثورة
التاريخ: الثلاثاء 8-1-2019
الرقم: 16879