شعبية حكومة ماكرون في أدنى مستوى.. «السترات الصفراء» بصدد إنشاء حزب سياسي.. وتأييد إيطالي لاحتجاجاتها
على وقع ترنح حكومة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تحت وطأة الاحتجاجات الشعبية، قررت المؤسسة والمتحدثة باسم حركة الاحتجاج الفرنسية «السترات صفراء» جاكلين مورو إنشاء حزب سياسي.
وذكرت إذاعة «فرانس إنفو» أن الحزب الذي سيتم انشاؤوه بفضل مساعدة المحامين والبرلمانيين السابقين سيطالب بإصلاحات ضريبية وتجديد السياسات الاجتماعية.
وردا على سؤال، هل ستترأس مورو الجزب الجديد أجابت: أنا لست بحاجة إلى أي ألقاب، أنا أحاول أن أنشئ حزب السترات الصفراء، والفكرة جيدة، كما هو الحال في أي حزب، سيتم اختيار الرئيس من خلال التصويت، ليس المهم من سيترأس الحزب أنا أو غيري، المهم هو إنشاؤه، لتوحيد الناس ضد العنف، واحترام مؤسساتنا.
وبدأت حركة احتجاجات «السترات الصفراء» في فرنسا في منتصف شهر تشرين الثاني الماضي تنديدا بارتفاع أسعار الوقود وكذلك ارتفاع تكاليف المعيشة ثم امتدت مطالبها لتشمل إسقاط الإصلاحات الضريبية التي سنتها الحكومة والتي ترى الحركة أنّها تستنزفُ الطبقتين العاملة والمتوسطة فيما تُقوّي الطبقة الغنيّة
وعلى الرغم من اتخاذ التدابير اللازمة لتهدئة الوضع الذي أعلنته سلطات البلاد، تصاحب الاحتجاجات أعمال شغب واشتباكات بين المتظاهرين والشرطة.
هذا وقد اظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «أودو كسا- داند سي» للاستشارات مع إذاعة «فرانس -انفو»، تراجُع شعبية وزراء في الحكومة الفرنسية إلى مستويات متدنية.
ويبدو أن الأحداث السياسية التي تشهدها فرنسا، بدأت تضيق الخناق على الرئيس الفرنسي وحكومة بلاده، اثر تراجع شعبيتهما إلى مستويات متدنية.
ورغم تراجع التعبئة التي دأب أصحاب السترات الصفراء على تنظيمها في سبت كل أسبوع، إلا أن مؤشر تراجع شعبية ماكرون وحكومته تدلل ربما على دخول الحكومة الفرنسية دائرة الخطر.
ووفق نتائج مسح أجرته مؤسسة «أودوكسا- داندسي» للاستشارات مع إذاعة «فرانس-انفو»، تراجعت شعبية وزراء في الحكومة الفرنسية إلى أدنى مستوياتها.
رئيس الحكومة إدوار فيليب، حصل في الاستطلاع، على اثنين وثلاثين في المئة من الآراء الإيجابية، في مقابل أربعة وخمسين في المئة، أدلوا بتصريحات سلبية عنه.
كما حصل وزير التعليم جان ميشيل بلانكير على ستة وعشرين في المئة من الآراء الإيجابية، في مقابل واحد وأربعين في المئة أكدوا على أنهم لا يعرفونه بالقدر الكافي لإبداء آرائهم فيه.
واللافت في استطلاع الرأي بأن كثير من الفرنسيين يجهلون بعض وزرائهم، فعلى سبيل المثال، يجهل نحو واحد وخمسين في المئة من الفرنسيين نيكول بيلوبيه التي تتولى حقيبة العدل.
ولم يكن بنجامين غريفو، الناطق باسم الحكومة، أوفر حظا من نظيرته بيلوبيه، ليؤكد نحو ثمانية وأربعين في المئة من الفرنسيين المستطلعة أراؤهم أنهم لا يعرفونه، في حين لم يتمكن نحو أربعة وأربعين في المئة منهم، من تحديد موقع فرانسوا دوروجي، وزير التحول البيئي.
وكانت صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» كشفت عن تراجع شعبية ماكرون إلى ثلاثة وعشرين نقطة خلال شهر كانون أول الماضي، من أصل خمس وعشرين نقطة.
ومما يزيد الغموض حول مستقبل الحكومة الفرنسية، اعتزام مسؤول الشؤون الإعلامية ومهندس الحملة الانتخابية لماكرون سيلفان فور ترك منصبه نهاية الشهر الجاري. ويضاف إلى حجم الصعاب التي تواجه الحكومة، إصرار أصحاب السترات الصفراء، على مواصلة حراكهم، الذي دخل سبته الثامن، وسط ترجيحات بتصاعد وتيرته بعد اعتقال أحد قادة الحراك مؤخرا، ووصف الحكومة الفرنسية السترات الصفر بالمحرضين.
وفي روما أعلن نائب رئيس الوزراء الإيطالي، لويجي دي مايو، تأييده احتجاجات «السترات الصفراء» في فرنسا، مؤكدا استعداد حركة «الخمس نجوم» التي يتزعمها لدعم المحتجين.
وقال السياسي الإيطالي في بيان نشره موقع «الخمس نجوم»: يا أيها السترات الصفراء، لا تستسلموا، ونحن في إيطاليا نتابع نضالكم منذ أول ظهوركم، إننا نعلم ما يغذي روحكم وسبب خروجكم إلى الشوارع من أجل إسماع صوتكم.
وأضاف أن حركته السياسية مستعدة لدعم المحتجين الفرنسيين إذا لزم الأمر.
فيما ذكرت صحيفة ديلي تيليغراف أن وزير الداخلية الإيطالي، نائب رئيس الوزراء، ماتيو سالفيني، أعرب هو الآخر عن دعمه لحق المواطنين الفرنسيين في التعبير عن احتجاجهم على أوضاعهم، مع أنه شدد على نبذه للعنف.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الثلاثاء 8-1-2019
الرقم: 16879