كل ما يعتري المشهد من غموض وإرباكات وخلافات وصراعات بين الدول والأنظمة الداعمة للإرهاب هو في حقيقة الأمر ليس إلا جزء من إرهاصات ما قبل الحسم التي فرضت حضورها الطاغي على سياسات وسلوك كل تلك الأطراف التي بدا عليها التخبط والهلع.
الخلافات المتدحرجة بين الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها وشركائها وأدواتها تأتي في سياق تلك الإرهاصات التي تسبق ساعة الحسم على الأرض، تلك الإرهاصات التي بدت أكثر وضوحاً في اقتتال المجموعات الإرهابية في الشمال السوري التي يتوازع أمرها وقرارها الأميركي والتركي والإسرائيلي والخليجي، وهذا بحد ذاته يعكس ازدياد وتيرة الخلافات بين تلك الأطراف برغم التطمينات الأميركية التي لم يعيرها أي من حلفاء وشركاء واشنطن في الإرهاب أي انتباه أو أي أهمية.
الواضح أن ما يجري على الأرض يؤكد أن الحرب على الإرهاب باتت في خواتيمها وأن اقتتال وحوش الإرهاب فيما بينهم والتهامهم لبعضهم البعض، يؤكد وصول تلك التنظيمات الإرهابية الى حالة عجز وإفلاس وإحباط حقيقي أمام هذا الواقع المتجذر في عمق المشهد ،حيث باتت دمشق تملك مفاتيح الحسم على كامل الجغرافيا السورية.
مخاضات اللحظة الحاسمة قد تتواصل خلال الأيام القادمة وقد تظهر وتنعكس على الأرض على شكل تحولات وانزياحات كبرى في المواقف السياسية أو قد تكون على شكل خلافات وصراعات دامية بين الأذرع والأدوات التي كانت منذ البداية وقوداً للدول والأنظمة الداعمة لها.
بوصلة الدولة السورية كانت ولا تزال واضحة الاتجاهات بحيث أن خيارات دمشق جاهزة على الطاولة وفي طريقها للتنفيذ عندما يتطلب الأمر ذلك، وهذا يؤكد حقيقة هزيمة المشروع الأميركي على الأرض وانفراط عقد معسكر الإرهاب برمته.
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 8-1-2019
الرقم: 16879