الملحق الثقافي-هنادة الحصري:
قبل أن ينطفي العطر
في حاصنات الندى.
مرّ بي عبقاً ساحراً،
فانتشت برؤى الياسمين الحنون
فضاءات روحي
وزغرد بالعشب خضر المدى….
إنه شجر الليل
وكجرح من الحزن،
لامسها منذ ألف
وألف من السنوات،
استبى حقل ذاكرة الفل
ضاقت خواتيمها
وانحنى جسر أيامها
وقت عاشت بلا أنبياء..!!
أين ذاك الخريف لكي ترتديه،
ينابيع ساقية،
موتها يتجدد فيها،
ويشتجر السطر بالسطر…
أواه كيف تلملم
صوت صراخ الجهات؟!
إنه موعد من نحاس،
وأول من خان،
بين الوشاة. الهواء..!!
موعد من رمال،
طويل أقصره للنبات!!
وعلى سيفها دحرج البدر شعاعه
لألأت بين أضلاعه
دندنات الأناشيد
تسأل هل يرجع النهر
أغلى هداياه،
هل ينبع الوقت
من موحشات المغارات،
هل يغسل الفجر
تبر أصابعها؟!
لاحماً جوهر «الكان»
بالحاضر بالمتكسر،
يا جوهري الوجود،
رفعت سوارك نخب النهاية،
في مسمع الشمس جهراً،
أمام عيون الشجر..!!
بعدما عششت
في سرير الغصون
فراخ السنونو
وأغلق عمر القوام البهي
شبابيك مئذنة الله
وقت احتضار السهر…
-2-
هي الاّن ريحانة
تتلمس أضلاعها.
خوف أن تخطئ العدّ.
ساعة ميقاتها
تتزيا بأوراق ورد
ومن شرفة الغيب
تلقي بأشيائها الخائفة
نخيل مسافاتها
ضالع باحتضان البنفسج
يحميه من حميات التشرد،
يؤويه من وادات الغبار..!!
ويمنحه النبضة المرهفة:
فميلادها من رقائق ضوء عميق،
أيقونة راعفة..!!
وصفصافها دامع،
و ستائر أحزانها وارفة..!!
قرنفلة قلبها،
والقوام وشيعة برق وغيث.
اذا قشرت إصبعاً، ذبلت واحة،
واقشعر وريد لشهقة موت النهار..!!
من السوسن الغض زنارها المتضمخ
يلتف سلسلة حولها،
من شميم البهار..!!
-3-
ترى الذكريات
تفر مبعثرة من نوافذها، خائفة؟!
ترى يزهر الدم
فوق مسام المرايا؟!
عروس المساءات
تكشف بيض النوايا..
تود الفكاك، وإهداء أزمانها،
قيدها والجهات القديمة، جمعاء
تتركها تستغيث الجهات
وتغرق في داكنات السواد…
تود العروج الى الشمس
أين هي الشمس؟!
من ذلك الرأس يرزح في حضنها؟!
رأس من..
رأس من ذلك العبء؟!
أفصح عن الحق يا ذا المداد..
التاريخ: الثلاثاء 8-1-2019
رقم العدد : 16879