كما تاريخ الفرد يعبرُّ عن هويته كذلك تاريخ البلاد يشكل هويتها تجاه العالم ويعرف عنها وعن عراقتها, وبنظرة واعية من خريجي قسم التاريخ في حمص الذين كانوا السباقين بإنشاء الجمعية التاريخية 1971, فكان لنا وقفة مع رئيس الجمعية التاريخية «الدكتور عبد الرحمن بيطار» ليحدثنا عن نشأتها وتاريخها الحافل من خلال حديث شيق معه:
• الجمعية التاريخية جمعية عريقة على مستوى سورية, حدثنا عن نشأتها ؟
•• انطلقت الجمعية عام 1971 في مبنى أثري على يدّ مجموعة شبان من حملة الإجازة بالتاريخ في محافظة حمص, بهدف حفظ الوثائق التاريخية والمخطوطات والكتب التاريخية الأثرية والقيام بأبحاث ودراسات تاريخية وتنظيم محاضرات بالتعاون مع عدة جهات, فعندما نقدم محاضرة عن تاريخ التجارة التاريخية ننسق مع غرفة تجارة حمص لتدعمنا ويستفيدوا منها,ويمكن نشر المحاضرة في مجلتهم, أما اذا كانت المحاضرة عن تاريخ الموسيقا الشرقية نتعاون مع كلية الموسيقا مثل الأستاذ رامي درويش, أما عن تاريخ المدارس بحمص يكون التنسيق مع مديرية التربية ونركز خلال عملنا على النشاطات المشتركة مع بعض الجهات, فالنشاط المتعلق بتاريخ الفنون والمسرح والغناء يكون التعامل مع علم من أعلامه مثل محمد بري العواني قد يتصور بعض الناس أن علم التاريخ يتحدث عن أشياء قديمة وتاريخ الحكام ولكن ذلك غير صحيح…
• ماهي شروط الانتساب للجمعية ؟وكم بلغ عدد المنتسبين ؟
•• يقسم المنتسبون لقسمين:
1- الأعضاء العاملون وهم الحائزون على إجازة في التاريخ.
2- الأعضاء المؤازرون: وهم من يحملون شهادات مختلفة مثل الطبيب والمهندس والمحامي والصحفي أو أي مثقف من المهتمين بمعرفة تاريخنا وماضينا الاقتصادي والعلمي والفكري.
وقد بلغ عدد المنتسبين من كافة المحافظات حملة الإجازة في التاريخ 75 عضواً.
• ماهي نشاطات الجمعية وآلية عملها ؟
•• تقوم الجمعية بالعديد من النشاطات نختصرها بما يلي:
1- قمنا بافتتاح الجمعية في 22 كانون الأول2018 بعد انقطاع دام سبع سنوات بسبب العدوان الجائر على سورية بعد ترميم وتأهيل دام عامين للمقر في شارع الدروبي بإشراف محافظ حمص وفرع حزب البعث العربي الاشتراكي.
2- وقمنا خلال الافتتاح بعرض فلم وثائقي يرافقه معرض فني شعبي, واختتم بحفل موسيقي شرقي ذي طابع يذّكر بالتراث الفني الشرقي الغربي الموجود في منطقة بلاد الشام وفي سورية.
3- نحضر لإصدار عدد جديد من مجلة «البحث التاريخي» وهي مجلة تاريخية توثيقية ويشارك في إصدارها العديد من الأساتذة والمهتمين بالتاريخ عبر نشر أبحاثهم ومقالاتهم..
4- نعدّ برنامج نشاط ثقافي وهو عبارة عن مجموعة محاضرات تاريخية بعدة مجالات..
5- رافق حفل الافتتاح معرض للصور التراثية عن المناطق الأثرية والتاريخية مع بعض المخطوطات والكتب النادرة, وبعض المقتنيات القديمة مثل الهاتف القرص الذي لم يعاصره جيل الانترنت مما أثار دهشتهم, ونعمل على جذب أبناء المدارس لحضور هكذا معارض وقد بدأت المدارس بالاستجابة وإرسال طلابها.
6- سنقيم رحلات عائلية للتعريف بالمناطق الأثرية والسياسية والتاريخية بهدف معرفة تاريخنا وآثار بلادنا.
7- الجمعية التاريخية السورية عضو في اتحاد المؤرخين العرب وتشارك بنشاطاته.
• هل يوجد جهة داعمة تمول هذه النشاطات ؟؟؟
•• لا يوجد جهة داعمة تقوم بالتمويل, قام أحد المتبرعين بترميم المقر ونأمل الدعم من الجهات المعنية, بما أن العائدات من اشتراكات الأعضاء لا تغطي النفقات كون الأعضاء من الطبقة ذات الدخل المحدود, ومن الصعب أن نقوم بعملنا بدون دعم حكومي, حيث كانت الحكومة في السابق تقدم الدعم للجمعيات الثقافية, وهو عبارة عن مبلغ سنوي يغطي نفقات أجور المواقع المستأجرة والهاتف.
نتمنى أن يعود هذا الدعم والأمر ليس صعبا حيث يستطيع مجلس المدينة تغطية هذه النفقات لأن لديه مردودا بهدف دعم الحركة الثقافية.
• نلاحظ تقاطعا بين عملكم وعمل مديرية الآثار والمتاحف, هل هنالك تنسيق مع هذه الجهات ؟
•• حتما فأي قضية إشكالية تاريخية يتوجهون إلينا للمشورة مثل هل هذا المبنى تاريخي أثري؟ فنحن كجمعية تاريخية ندرس تاريخ الأثر إذا كان أثريا أم لا..
فعلم الآثار هو في خدمة علم التاريخ فالمؤرخ هو الذي ينطق الحجر أما الآثاري يبحث عن الأثر المادي, ويعتبر علمُ الآثار هو من العلوم المساعدة و الأساسية في علم التاريخ, حيث يوجد آثار مادية وآثار ورقية وأسلحة وأدوات وتعتبر هذه الآثار جزءا من التاريخ لذلك لدينا تعاون مع مديرية السياحة والآثار وتعاون مع كلية الآداب قسم التاريخ حيث إن اساتذته أعضاء في الجمعية التاريخية, ينحصر دور مديرية الآثار بالتنقيب عن الأثر والمحافظة عليه, أما الجمعية التاريخية هي من تقرر هل هو أثر أم لا.
سلوى الديب
التاريخ: الجمعة 11-1-2019
الرقم: 16882