تستمر حالة عدم الاستقرار السياسي في لندن وسط أجواء من الارتباك والغموض بشأن الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي «البريكست», حيث من المرجح أن يرفض مجلس العموم البريطاني في التصويت المقرر اليوم تأييد الاتفاق المقترح الذي تدعمه رئيسة الوزراء تيريزا ماي, ما يفتح المجال أمام نتائج منها خروج غير منظم من التكتل الأوروبي أو حتى العدول عن الأمر برمته, وعلى الرغم من مساعي ماي للحصول على المزيد من التطمينات من المعسكر الأوروبى، إلا أن الأوروبيين عادوا ليؤكدوا مجدداً استحالة تعديل الاتفاق المبرم مع الحكومة البريطانية.
حيث جدد الاتحاد الاوروبي تأكيده أمس على عدم وجود أي إمكانية لتعديل اتفاق بريكست حول خروج بريطانيا من الكتلة الأوروبية الموحدة.
وجاء في رسالة وجهها قادة الاتحاد إلى رئيسة الوزراء البريطانية وأوردتها رويترز: كما تعلمون نحن لسنا في وارد الموافقة على أي شيء يمكن أن يعدل اتفاق الخروج أو يتناقض معه. وشددت الرسالة التي وقعها رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر على أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بايجاد سبل لتفادي وضع بند الترتيب الخاص بإيرلندا في اتفاق الطرفين لخروج بريطانيا من التكتل, مضيفاً أن هذا التعهد له قيمة قانونية.
وحذرت الرسالة من أنه في حال لم يتم الالتزام بالموعد المحدد للاتفاق فسيكون الخيار متاحاً أمام بريطانيا لتمديد الفترة الانتقالية القائمة لتفادي الترتيب الخاص بإيرلندا بهدف تجنب فرض قيود حدودية صارمة في إيرلندا الشمالية.
بدورها أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن الاتفاق بين لندن وبروكسل حول شروط خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي مهدد بسبب مخاوف النواب البريطانيين بشأن حدود المملكة مع إيرلندا.
وفي رسالة إلى قادة الاتحاد الأوروبي نشرها ديوان رئيسة الحكومة البريطانية أمس قالت ماي: إن الاتفاق مهدد بمخاوف لدى البرلمان بشأن تنفيذنا التزاماتنا فيما يتعلق بالحدود بين إيرلندا الشمالية (جزء من المملكة المتحدة) وجمهورية إيرلندا.
ووفقاً للصفقة بشأن مغادرة لندن الاتحاد الأوروبي, فإن إيرلندا الشمالية ستبقى ضمن السوق الأوروبية الموحدة والاتحاد الجمركي الأوروبي طوال الفترة الانتقالية، دون أن تفقد بضائعها حرية الوصول إلى السوق البريطانية, ويرى معارضو هذه الفكرة أن ذلك سيقود إلى المساس بوحدة الدولة البريطانية.
وأكدت ماي للصحفيين أمس، أن بروكسل قدمت لها توضيحات وافية بشأن شروط الاتفاق حول بريكست وكذلك ضمانات لتنفيذ بنوده, وفي تعليقها على تبادل الرسائل بينها وبين قادة الاتحاد الأوروبي، قالت رئيسة الوزراء: لدينا الآن تعهد الاتحاد الأوروبي ببدء العمل في إطار علاقاتنا الجديدة بأسرع ما يمكن بعد توقيع الاتفاق، مضيفةً: إنني على يقين بأن النواب يملكون الآن تأكيدات واضحة تماماً على أن هذا الاتفاق هو أفضل الممكن.
وأشارت ماي إلى أن الحديث يدور عن العلاقات التجارية المستقبلية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، بما فيها «الخطة البديلة» بشأن الحدود مع إيرلندا، مع أنها ذكرت أن بروكسل رفضت إضفاء تعديلات على نص الاتفاق.
من جهة ثانية حذرت ماي نواب البرلمان من أن خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي سيكون في خطر إذا ما صوتوا ضد الاتفاق, مضيفةً: إن عرقلة الخروج من التكتل هي الآن الاحتمال الأكثر ترجيحاً على الانسحاب دون اتفاق.
وفي هذا السياق حذر وزير الخارجية الإسباني جوزيب بوريل أمس من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق سيكون كارثياً, لكنه أضاف أن هناك خططاً طارئة.
وكانت ماي حذرت في وقت سابق النواب البريطانيين من عواقب عدم تأييدهم اتفاق بريكست, معتبرةً أن مثل هذه الخطوة ستمثل كارثةً لبريطانيا وخيانةً لا تغتفر للثقة في ديمقراطيتها.
من جانبه رأى زعيم المعارضة البريطاني جيريمي كوربين أن الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق سيكون كارثياً, مشيراً إلى أنه يحبذ التوصل لاتفاق على إجراء استفتاءٍ ثانٍ.
ويتوقع مراقبون في بريطانيا أن تخسر ماي تأييد الاتفاق للخروج من التكتل الأوروبي خلال التصويت في البرلمان المقرر اليوم.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الثلاثاء 15-1-2019
الرقم: 16885