تاريخ التنسيق التركي الأميركي بالعدوان على سورية، ودعم التنظيمات الإرهابية وتسهيل حركتها وتمويلها حافل بمئات الأدلة القاطعة منذ اليوم الأول للأزمة وحتى الآن، فكم من غزو لإرهابيي داعش والنصرة والقاعدة وما يسمى الفصائل المعتدلة وميليشيا قسد للمدن السورية جرى بإشرافهما والتنسيق بينهما.
وكم من ألوف المتطرفين نقلتهم استخباراتهما إلى داخل الأراضي السورية، وكم من اتفاق جرى بينهما حول منبج وعفرين وشرق الفرات لضرب السيادة السورية واحتلال الأراضي السورية، وكم من جريمة ومجزرة مروعة قاما بها ضد السوريين الأبرياء؟.
أما تصريحات الجانبين الخلبية ومبارزاتهما الكلامية والشروخ المزعومة بينهما وتهديدات ترامب لأردوغان بتدمير اقتصاده و رد الأخير على الأول بعدم استقبال مستشار أمن بلاده القومي فليست إلا أكاذيب للاستهلاك أو توزيع للأدوار لخدمة مصالحهما وإن اختلفت في بعض تفاصيلها.
فلا يمكن فهم ما يجري الآن بين الطرفين حول شرق الفرات أو دعم قسد من قبل الأميركي والهجوم عليها من قبل التركي إلا من باب الحركة البهلوانية ومحاولة تضخيمها إعلامياً، لتحقيق أجندات الطرفين المشبوهة ضد الدولة السورية.
اليوم وفي ظل دفع رعاة الإرهاب لتنظيمات التطرف كالنصرة الإرهابية بالتمدد في الشمال السوري وتسريب سيناريوهات الضربة الكيماوية في معرة النعمان بريف إدلب والتمهيد لإلصاق التهمة بالدولة السورية ومحاولة إدانتها وربط كل ذلك بسيناريوهات التقسيم الانفصالية في شمال وشرق الفرات، فإن الحقيقة الوحيدة التي يمكن لنا البوح بها، ومن غير تردد، أن هؤلاء الرعاة لم يتراجعوا عن مخططاتهم العدوانية وأجنداتهم الاستعمارية التي يتقدمها مشروع حماية الأمن الإسرائيلي واستمرار الاستيطان الصهيوني بكل أمان ومن دون أي منغصات.
وأكبر دليل على ما نسوقه هنا أن خيط التعاون الاستراتيجي لم ينقطع يوماً بين النظامين التركي والأميركي ولم ينقطع بينهما وبين بقية أدواتهما الإقليمية ومخططاتهما الإستراتيجية لم تنقطع يوماً لتدمير سورية وتهجير شعبها وتحقيق الأمن والطمأنينة للكيان الصهيوني، أما التناقض في التصريحات والخلاف في تفاصيل بعض المصالح والتكتيكات فليست إلا مجرد أكاذيب مكشوفة.
لكن ما لا يريد أن يقر به رعاة الأطراف أن سورية، وكما انتصرت على الإرهاب، فإنها ستنتصر على مشاريع التقسيم والاحتلال وستطرد كل القوات الغازية ولميدانها القول الفصل، ووحدتها ستبقى الخط الذي لن تسمح لأحد بتجاوزه مهما بلغت تضحيات شعبها المقاوم.
كتب أحمد حمادة
التاريخ: الخميس 17-1-2019
رقم العدد : 16887