ترامب يبتز أدواته مجدداً لتطوير استراتيجيته الصاروخية الجديدة!.. موسكو: واشنطن تقوّض معاهدة الصواريخ.. ومسؤولوها لا يفهمون سوى لغة الإنذارات
غداة فشل المشاورات الروسية الأميركية في جنيف بشأن معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بأن النهج الأمريكي الحالي بشأن المعاهدة غير واضح بالنسبة لروسيا.
وقال ريابكوف لوكالة «سبوتنيك» أمس في تعليقه على تصريحات الأمريكيين بشأن المعاهدة: لا نفهم ما هو جوهر الموقف الأمريكي الحالي، هل يريد زملاؤنا في واشنطن أن نعمل من أجل الحفاظ على المعاهدة، أم أنهم قرروا أخيراً بأنه بعد تعليق تنفيذ المعاهدة، سيكون هناك انسحاب منها رسمي وكامل، كما قالوا لنا بوضوح وبشكل محدد في سياق المشاورات التي جرت في جنيف، وغير مفهوم بالنسبة لنا النهج الأمريكي في هذه المسألة.
وأشار ريابكوف إلى أن الولايات المتحدة لم تقدم أي توضيح لموسكو حول اعتقادها بأن الصاروخ «9 إم 729» ينتهك معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، وقال: نحن نلتزم بالمعاهدة بشكل كامل من دون أي تغيير، ومن دون أي استثناءات، ومن دون انحراف عن المتطلبات، ونظامنا (9 إم 729) لم يختبر أبداً لمدى محظور بموجب المعاهدة، ولا نرى أي أسباب أخرى تجعل الولايات المتحدة توجه لنا ادعاءات فيما يتعلق بالمعاهدة .
من جهته حذر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشيف من خطورة النهج الذي تتبعه واشنطن والذي يربط بين آفاق توسيع معاهدة ستارت الجديدة للحد من الأسلحة الاستراتيجية والمزاعم الأمريكية بانتهاك موسكو معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.
وقال كوساتشيف في حديث لوكالة تاس الروسية: إنه في سياق الموقف الأمريكي بشأن معاهدة الحد من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى كررت نائب وزير الخارجية الامريكى لشؤون الرقابة على التسلح أندريا تومبسون مزاعمها بانتهاك روسيا للاتفاقية وربطت ذلك بالاتفاقية المتعلقة بالأسلحة الاستراتيجية «ستارت» مدعية أنها باتت موضع تساؤل وهذا منطق خطير للغاية.
وأضاف كوساتشيف: إنه أمر معتاد بالنسبة للصقور الحاليين في وزارة الخارجية الأمريكية الذين هم في الأساس غير مهتمين بأي محادثات حول الحد من التسلح.. فهؤلاء الأشخاص يفهمون فقط لغة الإنذارات والعصي بدلا من المحادثات والتسويات.
وأوضح كوساتشيف أن التقرير الجديد الذي أعدته وزارة الدفاع الأمريكية حول الدفاع الصاروخي الوطني والذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته إلى البنتاغون أمس قد يضع مبررات لمحاولات الولايات المتحدة تدمير معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى فالتقرير يذكر أيضا تطوير أنظمة غير مأهولة في سياق نظام الدفاع الصاروخي العالمي الأمريكي بما في ذلك تركيب أسلحة الليزر .
وبين كوساتشيف أن إحدى شكاوى روسيا الرئيسية ضد الولايات المتحدة هي أنها تواصل تطوير طائرات دون طيار وهذا من حيث المبدأ يخضع للقيود بموجب المعاهدة.
هذا وقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستقوم بتصميم أنظمة ستسمح بحماية البلاد ليس من الصواريخ البالستية فحسب، بل والصواريخ المجنحة والفرط صوتية حسب تعبيره.
وقال ترامب أثناء تقديمه إستراتيجية جديدة لتطوير منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكية في البنتاغون أمس: سنحمي الشعب الأمريكي من شتى أنواع الهجمات الصاروخية.
وأشار ترامب إلى أن الاستراتيجية السابقة كانت تنص على حماية البلاد من الصواريخ البالستية فقط، وأضاف: إن الولايات المتحدة ستغير إستراتيجيتها لتكون قادرة على حماية نفسها من الصواريخ المجنحة والفرط صوتية أيضا. وذكر ترامب أن الولايات المتحدة تخطط لبناء 20 محطة جديدة لاعتراض الصواريخ في ولاية ألاسكا.
وأشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة ستطور علاقات الشراكة مع دول أخرى لتبادل المعلومات حول إطلاق الصواريخ ومساراتها للكشف عن عمليات الإطلاق بأسرع ما يمكن، مؤكدا أن «عهدا جديدا» يبدأ في مجال الدفاع الصاروخي.
وأكد الرئيس الأمريكي أن من بين أولويات البنتاغون بيع الأنظمة الأمريكية للدفاع الصاروخي والتقنية المتعلقة بها للحلفاء كي يكونوا قادرين على الدفاع.
وشدد على أن حلفاء واشنطن يجب أن يتقاسموا نفقات الدفاع الصاروخي مع الولايات المتحدة. وقال: نحن نوفر الحماية للعديد من الدول الغنية جدا، والكثير منها غنية إلى حد يسمح لها بدفع ثمن الدفاع عنها لنا، وأنتم سترون تغييرات في هذا المجال، مشيرا إلى أن مباحثات بروح «الصداقة» جارية بهذا الخصوص مع بعض الدول.
وجدد التأكيد على أن كافة دول الناتو يجب أن تزيد من نفقاتها الدفاعية حتى تصل إلى 2 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي، مشيرا إلى أن دولا قليلة فقط تلتزم بذلك.
وجدير بالذكر أن هذه الإستراتيجية الجديدة هي الأولى من نوعها منذ عام 2010. وكان من المقرر تقديمها في أيار 2018، لكن الأمر تأجل عدة مرات.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الجمعة 18-1-2019
الرقم: 16888