يبدو أن خروج بريطانيا المحتمل من الاتحاد قد يكلفها الكثير وربما هي تتجه نحو التقسيم أي تقسيم المملكة المتحدة إن لم يتوافق البريطانيون على كلمة واحدة. واضافة للهزات السياسية التي تتعرض لها تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية.
ها هو جيريمي كوربين رئيس حزب العمال البريطاني يواجه ما قد يصل إلى عشرات الاستقالات من جبهة العمل إذا دعم الحزب استفتاءً ثانياً كوسيلة للخروج من أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. خاصة بعد معارضة الكثير من وزراء الظل المبتدئين بقوة فكرة إجراء استفتاء ثان، لأنهم يخشون من أن يعرضوا حزب العمل لرد فعل عنيف في الدوائر الانتخابية التصويتية. في حين يؤكد كوربين أنه من المستحيل ان يكون هناك أي صفقة بينه وبين ماي, ويأتي هذا التطور بعد يوم متوتر آخر من سياسة حافة الهاوية في وستمنستر بين تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية وزعيم حزب العمال في إطار سعيهم للخروج من الأزمة التي اجتاحت كلا الحزبين الرئيسيين في بريطانيا.
ورفض كوربين الدخول في محادثات مع تيريزا ماي واستبعد فكرة وجود صفقة وطلب من نواب حزبه رفض دعوات مماثلة. في وقت لاحق، كتبت ماي إلى كوربين تخبره أن استبعاد أي صفقة هو «حالة مستحيلة» ودعته للانضمام إلى مزيد من المناقشات عبر الأحزاب.
ومع عدم وجود أي علامة على أن الطريق المسدود قد انتهى بينهما، فإن الضغط يتزايد على حزب العمل للنظر في ما يسمى بتصويت الشعب بينما تستعد المملكة المتحدة لمغادرة الاتحاد الأوروبي في 29 مارس آذار 2019.
ومع آمال كوربين في خوض الانتخابات العامة للفوز بمنصب رئيس الوزراء في تصويت حجب الثقة عن ماي، يضغط بعض مؤيدي حزب العمال على كوربين لدعم الاستفتاء الثاني. وفي لقاء أجرته الغارديان مع عدد من وزراء الظل البارزين من الدوائر الانتخابية التي صوتت لمغادرة الاتحاد الأوروبي قالوا: إنهم سيدرسون مواقفهم إذا ما وافق كوربين على الضغط لدعم استفتاء ثان.
ونشرت مجموعة حملة «العمل من أجل الشعب» التي شاركت في حملتها المعارضة لبريطانيا في الخروج من الاتحاد الأوروبي قائمة تضم 71 نائباً من حزب العمال يدعمون قضيتها، وزعموا أنهم أكثر من غيرهم كانوا داعمين بشكل خاص له. لكن أعضاء البرلمان الذين شاركوا في استطلاعات الرأي يدعون أن هذا الرقم يقابله معارضون شديدون يريدون الاستفتاء، الذين سيكون بعضهم مستعدين لكسر السوط بدلاً من دعمه. ويشك العديد من وزراء حكومة الظل، بمن فيهم رئيس حزب العمل، إيان لافري، ووزير العدل في الظل، ريتشارد بورجون، في الاعتقاد بأن الأولوية الأولى للحزب يجب أن تتمثل في مواصلة الضغط من أجل إجراء انتخابات عامة. كما قال لين ماكسلكي، الأمين العام لنقابة العمال الموحدة، إنه سيكون من «الخيانة» السعي إلى عكس نتيجة عام 2016. وقالت غلوريا دي بييرو، وزيرة العدل في الظل، لصحيفة الغارديان إنها لا تؤيد إجراء استفتاء ثانٍ. وقالت: «لقد وقفت في بيان تعهدت باحترام نتيجة الاستفتاء».
وزراء آخرون في حكومة الظل ، بمن فيهم نائب زعيم حزب العمل، توم واتسون، وأمين وزارة الظل، ديان أبوت، كانوا أكثر تعاطفاً مع الاستفتاء الثاني. ولم يستبعد الخبراء الاستراتيجيون في العمل إجراء تصويت حر على استفتاء ثانٍ، معتقدين أن سعي النواب إما لدعم أو معارضة الاستفتاء من شأنه أن يفتح شرخاً عميقاً. وقالت لوسي باول، عضو البرلمان عن مانشستر سنترال، إنه مع عدم الاتفاق على اتفاق Brexit، لم يكن من الواضح ما الخيارات التي سيتم تقديمها في الاستفتاء الثاني – وكانت الاستفتاءات هي الطريقة الخاطئة لحل الوضع المعقد. وقالت: «أعتقد أنها طرق رهيبة لاتخاذ قرارات عقلانية». «وهناك مجموعة من الناس الذين لن يغفروا لنا».
وفي اجتماع عقد في هاستينغز، شرق ساسكس، بقي كوربين غير ملتزم بفكرة إجراء استفتاء ثان، قائلاً مرة أخرى إنه لا يزال أحد الخيارات العديدة إذا لم تحدث انتخابات وإن حال بريطانيا اليوم لا يرضي أحداً، إذاً إن المملكة اليوم تسير نحو الهاوية.
عن الغارديان البريطانية
ترجمة غادة سلامة
التاريخ: الثلاثاء 22-1-2019
الرقم: 16891