أيقونات شرف.. في عهدة الصمود السوري

حين تضع الحرب أوزارها وهي على وشك النهاية ، تذهب التفاصيل إلى صفحات الرواية الطويلة التي لابدّ أن تسرد بكل اللغات حكاية شعب عربي سوري تحدى عبر تاريخه الطويل والحديث بحبره ودمه كل ألوان الظلم، وقهر بشجاعته كل من حاول العبث بأمن الوطن داخل الحدود وخارجها..
في خريطة الجغرافية السورية وعلى مدى سبع سنوات ثمة أشياء حفرها الضمير الوطني وثبتها في الوجدان الانساني الذي نام بعضه لكثير من الوقت،وهو يتماهى أو بالأحرى يتعامى عن حقيقة ومعدن تاريخ وحاضرهذا الشعب صاحب الحرف الأول في رحلة التنوير.
في الشواهد الميدانية لبعض الجولات الإعلامية تفصح الصور عن نفسها ..يبوح الحجر قبل البشر، وينطق الصمت قبل الكلام ، هدوء الأمكنة ضجيج من لون آخر ..صخب ونار وبارود يقف وراءه مرض سار اسمه الحقد حسب وصفات المصالح المستعرة لمنسوب الارهاب لهذه الدولة وتلك الحكومة ..وباء يكاد يتصدر صناعة العصر بلا منازع حيث اختبرت وجربت آفاتها وسمومها القاتلة ومازالت في بلداننا العربية وفي سورية على وجه الخصوص .لكن أحذية الأبطال من مقام الجيش العربي السوري التي لا يمحو آثارها رمال متحركة ولا فوالق أرضية مهتزة ، عقيدتهم الوطنية كانت العلاج والوسيلة لاستئصال ما تورم وتمرد واستطال كإخطبوط منقسم جينيا بمائة شكل ولون.
في سورية العروبة يتصدر إنسانها المعطاء وجيشها البطل وقائدها الحكيم الصابر المقاوم المقدمة لكل عنوان حياة وأمل بتحقيق الأفضل لغد مشرق.
في سورية التي غيرت وجه العالم ،هناك مدن وقرى وبلدات وأحياء كثيرة أصبحت أيقونات شرف في عهدة الصمود السوري ،وإكليل غار متوج بملح الصبر المر على صدر الكرامة ..فإن نال الحصار من لقمة العيش وتناوب الجوع والفقر والمرض والخوف على الصغار ،والقلق على الكبار، فان النفوس الأبية ابت أن تسمح للذل والهوان التسلل إلى مرابض الإرادة . فهذه طرطوس واللاذقية اللتان أصبحتا قبلة السوريين من كل جغرافيا الوطن وكذلك حمص وحماة والسويداء ،جميعهم خففوا عن كاهل الوطن الكثير من الأعباء الإنسانية إلى جانب ما تقدمه الدولة من حاجات وضرورات وهي تخوض أشرس الحروب.
وهنا لا يمكن لعاقل أن ينسى كيف تشفى الحاقدون على سبيل المثال للحصر.بأهالي قرية خطبة في دير الزور بأهلنا في اشتبرق و كفريا والفوعة لأكثر من خمس سنوات وهم محاصرون من كل الجهات في إدلب وكذلك نبل والزهراء بحلب تلك القرى والبلدات التي استقبلت مئات الألوف من محيطها من الناس الذين هربوا وهجروا قسرا من قراهم في عفرين ومحيطها ..فكانوا عونا لهم تقاسموا معهم الخبز والملح والدمع والدماء فلكل منطقة لونها في الصمود وها هي قريتا حضر وحرفا في ريف القنيطرة اللتان واجهتا أشرس ألوان العدوان ورغم ذلك لم تستطع كل الاعتداءات الصهيونية المتكررة سواء المباشرة من الكيان او عن طريق العصابات الارهابية الحاقدة أن تنال من عزيمة صمود أهالي تلك القرى وقد كانوا قلبا وقالبا مع الجيش العربي السوري وعونا له . وقفوا معه وآزروه ، شاركوه القتال والصمود ضد العصابات الارهابية المجرمة ، فالجيش هو الأب و الابن والأخ والعم والخال ،هو كل بيت في سورية ويمثل كل حبة تراب على كامل المساحة ..
أحد الجنود الابطال ذكر في حديث معه كيف تبرعت مجموعة من النساء في قرية حرفا من وقتهن وعملهن لعجن خمسين كيلو طحين وخبزه على الصاج يوميا كي يرسل الى اجراس الامل والوطن في النقاط العسكرية كعربون محبة وتقدير ووفاء لصمود الجيش العربي السوري وتضحياته الكبيرة ليبقى الوطن مصانا أرضا وعرضا .
في كل المحافظات السورية ريفا ومدينة دون استثناء كان من باع عونا ودليلا للإرهابيين المدججين بأفكار الجهل وأسلحة القتل.في المقابل كانت هناك معجزات صمود من أفراد وأسر وعائلات وأحياء في الولاء والانتماء ولم تضيع بوصلتها الوطنية ..بقيت مقاومة حيثما وجدت تنبض بحب الوطن مهما غلا الثمن وكبرت التضحيات ،لأن السوريين العاشقين للحياة لا يطربهم إلا العزف على اوتار وطن يأكل أبناؤه مما يزرعون ويلبسون مما يصنعون..ولا يبخلون في زراعة أجسادهم ورودا سقتها دماء الشهداء ،إنهم عين الوطن الذي لا ينام.
غصون سليمان

التاريخ: الثلاثاء 22-1-2019
رقم العدد : 16891

آخر الأخبار
وزير الطاقة يفتتح "سيربترو 2025"  وزير الطوارئ يتفقد مواقع الحرائق ويشيد بجهود الفرق الميدانية   500 سلة إغاثية لمتضرري الحرائق باللاذقية  السويداء على فوهة البندقية.. سلاح بلا رقيب ومجتمع في خطر  دمشق وأبو ظبي  .. مسار ناضج من التعاون الثنائي الحرائق تتمدد نحو محمية غابات الفرنلق.. وفرق الإطفاء تبذل جهوداً جبارة لإخمادها امتحانات البكالوريا بين فخ التوقعات والاجتهاد الحقيقي "لمسة شفا" تقدّم خدماتها الصحية والأدوية مجاناً بدرعا مشاريع خدمية بالقنيطرة لرفع كفاءة شبكة الطرق تطويرالمهارات الإدارية وتعزيز الأداء المهني بعد تدخل أردني وتركي..الأمم المتحدة تدعو لدعم دولي عاجل لإخماد حرائق اللاذقية متابعة التحضيرات النهائية لانطلاق امتحانات "الثانوية" في ريف دمشق الخبير قوشجي لـ"الثورة": الأمن السيبراني أساس متين في التوجه نحو الاقتصاد الذكي "التربية" تتابع تصحيح أوراق الامتحانات في إدلب هل نستعد؟.. مهن ستنقرض في سوريا بسبب التكنولوجيا خطوة نحو إنجاز المشاريع.. نمذجة معلومات البناء وتطبيق التكنولوجيا الرقمية باراك: العالم كله يدعم سوريا رفع العقوبات وانعكاسه على مستقبل قطاع الطاقة في سوريا سحب مياه معدنية غير صالحة للاستهلاك من أسواق دير الزور الحرائق في سوريا ترسم صورة نادرة لتفاني رجال الإطفاء والدفاع المدني