حديث عن جلسة طارئة لمجلس الأمن غداً.. وواشنطن تتمادى بتحريضها.. استنكار دولي.. روسيا تحذر من العواقب..الصين تعارض وإيران تندد
غداة المحاولة الانقلابية المدعومة أميركيا وغربيا، على السلطة الشرعية في فنزويلا، تعمد الولايات المتحدة لتصعيد عدائها ضد الشعب الفنزويلي، وترفع من وتيرة تحريضها لزعزعة أمن واستقرار فنزويلا، فيما أدانت العديد من الدول المؤامرة الأميركية الجديدة ضد كراكاس معبرة عن تضامنها الكامل مع قيادة وشعب فنزويلا في الحفاظ على سيادة البلاد وإفشال المخططات العدوانية للإدارة الأميركية، وبينما يعقد مجلس الأمن الدولي غدا السبت جلسة طارئة لبحث التطورات، أكد وزير دفاع فنزويلا فلاديمير بادرينو أن نيكولاس مادورو رئيس شرعي للبلاد مؤكدا أن المعارضة تحاول الانقلاب عليه عقب إعلان رئيس البرلمان خوان غوايدو نفسه رئيسا انتقاليا.
وفي التفاصيل أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أنه قرر إغلاق السفارة الفنزويلية وكافة القنصليات في الولايات المتحدة.
وصادق الرئيس الفنزويلي امس على قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وطرد الدبلوماسيين الأمريكيين من فنزويلا خلال 72 ساعة، والذي أعلن عنه أول من أمس.
وأكد مادورو في خطاب له أمام المحكمة العليا، ردا على تصريحات وزير الخارجية مايك بومبيو بأن الولايات المتحدة تعتزم الحفاظ على الحضور الدبلوماسي في فنزويلا: «حتى يوم الأحد أمامه 72 ساعة للمغادرة، للرحيل عن فنزويلا».
ووصف مادورو تصريحات بومبيو بـ«طفولية»، مضيفا أن واشنطن «تعتقد بأن لديها مستعمرة في فنزويلا وهي تقرر ما تريده».
وأكد مادورو كذلك أنه موافق على مبادرة المكسيك والأوروغواي للحوار بين السلطات والمعارضة في فنزويلا. وقال: «أنا منفتح على الحوار… وأنا موافق على المبادرة الدبلوماسية للحوار والتفاهم والاتفاق»، وذلك في إشارة إلى مبادرة المكسيك والأوروغواي لإطلاق مفاوضات شاملة وصادقة بين السلطات والمعارضة «مع احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان».
وفي ردود الفعل الدولية أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن دعمه لنظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو في مواجهة التدخل الخارجي التخريبي في شؤون فنزويلا الداخلية.
وذكر الكرملين في بيان أصدره مساء أمس أن بوتين أبدى خلال اتصال هاتفي مع مادورو، دعمه للسلطات الشرعية في فنزويلا في ظروف تصعيد الأزمة السياسية الداخلية الذي تمت إثارتها من الخارج».
وشدد بوتين حسب الكرملين على أن التدخل الخارجي التخريبي يدوس بشكل سافر المبادئ الأساسية للقانون الدولي، داعيا إلى إيجاد الحلول ضمن الإطار الدستوري وتجاوز الخلافات في المجتمع الفنزويلي عن طريق الحوار السلمي.
بدوره أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن محاولة الاستيلاء بالقوة على الحكم في فنزويلا مخالفة للقانون الدولي.
ونقلت وكالة تاس عن بيسكوف قوله في تصريح للصحفيين أمس: نحن نعتبر محاولة الاستيلاء على الحكم في فنزويلا تتناقض وتخالف أسس ومبادئ القانون الدولي.. وموسكو موقفها واضح وثابت ازاء الموضوع.
وأشار المتحدث باسم الكرملين إلى أن موسكو تتابع بعناية بالغة تطورات الوضع في فنزويلا معربا عن قلق الجانب الروسي إزاء هذه المستجدات ولا سيما فيما يتعلق بالتصريحات التي لا تستبعد تدخل قوى خارجية في شؤون فنزويلا الداخلية.
وقال بيسكوف:أعتقد أن تدخلات كهذه غير مقبولة وقد تتمخض عنها عواقب وخيمة جدا ونعتبر التصريحات عن إمكانية التأثير بالقوة على الوضع في فنزويلا خطيرة للغاية.
وأعرب المتحدث باسم الكرملين عن حرص موسكو على الحفاظ على العلاقات الجيدة مع كاراكاس ولا سيما في المجالين التجاري والاقتصادي.
بدورها أكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن الولايات المتحدة تقدم من خلال تصرفاتها الفظة دليلا جديدا على التجاهل التام لقواعد ومبادئ القانون الدولي ومحاولة للعب دور من يقرر مصائر الشعوب الأخرى وسعيا واضحا منها لتحويل ما يجري في فنزويلا إلى سيناريو لتغيير الحكومات غير المرغوب فيها.
وأضاف البيان: مما يثير القلق بشكل خاص هو الإشارات الواردة من عدد من العواصم والتي لا تستبعد التدخل الخارجي المسلح.. نحن نحذر من مثل تلك المغامرات المحفوفة بعواقب وخيمة ونعتبر أن التحريض لا يمت بصلة للديمقراطية.. إنه طريق مباشر لانعدام القانون وإراقة الدماء.
وفي بكين أعربت الصين عن معارضتها التدخل الأجنبي في شؤون فنزويلا الداخلية ودعمها لجهودها في حماية سيادتها واستقلالها واستقرارها.
ونقلت وكالة الأنباء الصينية شينخوا عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ قولها: ان الصين تدعم جهود الحكومة الفنزويلية لحماية سيادتها واستقلالها واستقرارها وتعارض التدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية وتدعم دائما مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى.
وأضافت هوا:نتابع عن كثب الوضع الحالي في فنزويلا ونحث كل الأطراف على التحلي بالتعقل والهدوء والسعي لحل سياسي لمشكلة البلاد عن طريق الحوار السلمي في الإطار الدستوري لفنزويلا.
وفي طهران أعربت وزارة الخارجية الإيرانية أمس عن دعمها المطلق لإدارة الرئيس مادورو، ضد كافة التدخلات الخارجية والمحاولات الانقلابية.
جاء ذلك على لسان الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، الذي أكد في بيان علّق فيه على إعلان رئيس البرلمان الفنزويلي خوان جوايدو نفسه رئيسا مؤقتاً للبلاد، وأكد قاسمي وقوف حكومة بلاده إلى جانب فنزويلا وشعبها، ورفض طهران لأي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لفنزويلا.
وأضاف قائلاً: إيران تعارض كافة التداخلات الخارجية في شؤون فنزويلا الداخلية، وتقف ضد المحاولات الانقلابية والسياسات الرامية لإلحاق الضرر بالشعب الفنزويلي.
كما أعلنت حكومة كوبا أن الهدف الحقيقي من الخطوات الأمريكية تجاه فنزويلا هو السيطرة على ثرواتها الطبيعية.
وجاء في بيان للحكومة الكوبية، أن السيطرة على الموارد الغنية والإساءة إلى منجزات فنزويلا، التي تضرب مثالا على التحرر وحماية كرامة واستقلال أمريكا، هذه هي الأهداف الحقيقية للخطوات ضد فنزويلا.
وأدانت الحكومة الكوبية بشدة محاولة الانقلاب في فنزويلا من قبل «قوى عميلة للولايات المتحدة، وأكدت «تضامنها مع حكومة الرئيس الدستوري نيكولاس مادورو».
كما استنكرت كوبا تصرفات الدولة التي أعلنت عن تأييدها للمعارضة الفنزويلية.
هذا وأكد وزير دفاع فنزويلا فلاديمير بادرينو أن نيكولاس مادورو رئيس شرعي للبلاد متهما المعارضة بمحاولة الانقلاب عليه عقب إعلان رئيس البرلمان خوان غوايدو نفسه رئيسا انتقاليا لفنزويلا.
وقال بادرينو في مؤتمر صحفي عقده أمس: أؤكد حدوث انقلاب ضد الهياكل المؤسساتية والديمقراطية والرئيس الشرعي مادورو.
وأضاف أن الولايات المتحدة وحكومات أخرى كانت تشن حربا اقتصادية ضد فنزويلا وهي دولة تحظى بعضوية منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» وتملك أكبر احتياطي من النفط الخام في العالم.
وسبق أن أعلن بادرين أن الجيش الفنزويلي لن يعترف بغوايدو رئيسا للبلاد، مؤكدا تمسك الجيش بدعم الرئيس مادورو.
أما واشنطن فتواصل سياستها العدائية وتمعن في تحريضها ضد الشعب الفنزويلي وحكومته الشرعية، حيث أكد جون بولتون مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي أن واشنطن تركز اهتمامها على قطع الإيرادات عن الرئيس مادورو وحكومته.
وقال بولتون للصحفيين في البيت الأبيض: «اعتقد بأنه انسجاما مع اعترافنا بخوان غوايدو رئيسا مؤقتا دستوريا لفنزويلا، يجب أن تذهب الإيرادات إلى الحكومة الشرعية».
وأضاف أن الولايات المتحدة تدرس الخطوات التي يجب أن تقوم بها في هذا الاتجاه، مشيرا إلى أن هذا أمر معقد
بدوره وصف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الحكومة الفنزويلية بأنها «غير شرعية» على حد زعمه، مشيرا إلى أن قرار الولايات المتحدة بدعم رئيس البرلمان الفنزويلي المعارض والاعتراف به رئيسا لفنزويلا لم يتخذ بين ليلة وضحاها.
ودعا بومبيو منظمة الدول الأمريكية للعمل «على أساس مبادئ ديمقراطية» تجاه فنزويلا، ودعا لعقد اجتماع للمنظمة على مستوى وزراء الخارجية لبحث الوضع في فنزويلا.
وفي السياق ذاته أعلن مندوب جنوب إفريقيا في الأمم المتحدة جيري ماتجيلا عن احتمال عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة يوم غد السبت لبحث التطورات في فنزويلا.
وقال ماتجيلا للصحفيين أمس: نتشاور حاليا، وهناك فكرة لعقد جلسة لبحث فنزويلا السبت»، مضيفا: أُبلغنا بأنه (وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو) سيصل لمناقشة المسألة صباح غد لإطلاع أعضاء المجلس والتحدث معهم، سنستمع لما ينوي قوله.
وأضاف: للإجابة عن السؤال ما إذا كان الوضع في فنزويلا يهدد السلم والأمن الدوليين، فإننا بحاجة للاستماع لما سيقوله مايك بومبيو.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الجمعة 25-1-2019
الرقم: 16894