تقنين التفاؤل

الجميع بدأ يتحدث عن صدور قرار عن شركة محروقات بوقف تزويد المؤسسات العامة باسطوانة الغاز المنزلي وهي حالة ظهرت على إثر الاختناق الأخير في تأمين المادة وذلك على إثر العقوبات الاقتصادية الأمريكية والغربية والتي ما زالت تتوالى يوماً بعد يوم حيث كان آخرها «مؤقتاً» قائمة عقوبات القيصر والتي وصلت لأعلى حد شهده التاريخ الحديث في مجال فرض العقوبات.
القرار وعند متابعة حيثياته تبين من مصادر موثوقة أنه وحتى اللحظة لم يصدر قرار بإلغاء تزويد المؤسسات العامة بالمادة إنما صدر قرار بإيقاف مؤقت وذلك لتقصي الحقائق حول معلومات تؤكد حصول بعض المؤسسات على كميات كبيرة من الاسطوانات تفيض إلى حد كبير عن حاجة موظفيها من المادة وعلى سبيل المثال ثمة مؤسسات تطالب يومياً بعدة آلاف من الاسطوانات. تخيلوا يومياً عدة آلاف وهنا يتبادر إلى الأذهان الكثير من التساؤلات حول مصير تلك الكميات وخاصة أن أعداد موظفي تلك الجهات لا يصل إلا هذا الحد أو على الأقل ليس بحاجة لهذه الكميات يومياً ما يثير الشكوك في أن التصرف بهذه الكميات الكبيرة يتعدى إطار تأمين حاجة الموظفين من المادة للاستخدام المنزلي ليفتح المجال لتحقيق الأرباح المادية الباهظة وخاصة أن البعض على استعداد ليدفع ثمن الاسطوانة الضعف وربما ثلاثة أضعاف وهذا كله على حساب الدولة والمواطن على حد سواء.
هذا النوع من السلوك ليس جديداً وقد لمسناه مراراً وتكراراً طوال فترات الحرب على سورية والتي دخلت في مراحلها الأخطر وخاصة أن المستهدف هو المزيد من الضغط لإضعاف الدولة والمواطن الذي ربما توقع أنه ومع الانتصارات ستكون الظروف عادت لطبيعتها وفق مبدأ التفاؤل بالأمل.
يتوجب علينا خلال هذه الفترة كسوريين أن نقنن الأمل والتفاؤل ولا سيما أن الحرب وكما ذكرت في فصلها الأخير والخطير والصعب في آن معاً.
بالعودة لقرار شركة محروقات فمن الأجدى أن تستغل هذه الكميات في مكانها الصحيح وذلك في أن توزع وتباع من خلال السيارات الجوالة والباعة بالسعر المحدد والمدعوم بشكل مباشر للمواطن ما يحقق مزيداً من الانفراج في توافر المادة وأن يصل الدعم لمستحقيه بعيداً عن النفوس الرخيصة التي أصبحت بارعة في استغلال حاجة السوريين والدولة.

 

باسل معلا
التاريخ: الجمعة 25-1-2019
الرقم: 16894

آخر الأخبار
الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد دمشق منفتحة على التعاون مع "الطاقة الذرية" والوكالة مستعدة لتعاون نووي سلمي حركة تسوق نشطة في أسواق السويداء وانخفاض بأسعار السلع معوقات تواجه الواقع التربوي والتعليمي في السلمية وريفها افتتاح مخبز الكرامة 2 باللاذقية بطاقة إنتاجية تصل لعشرة أطنان يومياً قوانين التغيير.. هل تعزز جودة الحياة بالرضا والاستقرار..؟ المنتجات منتهية الصلاحية تحت المجهر... والمطالبة برقابة صارمة على الواردات الصين تدخل الاستثمار الصناعي في سوريا عبر عدرا وحسياء منغصات تعكر فرحة الأطفال والأهل بالعيد تسويق 564 طن قمح في درعا أردوغان: ستنعم سوريا بالسلام الدائم بدعم من الدول الشقيقة تعزيز معرفة ومهارات ٤٠٠ جامعي بالأمن السيبراني ضيافة العيد خجولة.. تجاوزات تشهدها الأسواق.. وحلويات البسطات أكثر رأفة عيد الأضحى في فرنسا.. عيد النصر السوري قراءة حقوقية في التدخل الإسرائيلي في سوريا ما بعد الأسد ومسؤولية الحكومة الانتقالية "الثورة" تشارك "حماية المستهلك" في جولة على أسواق دمشق مخالفات سعرية وحركة بيع خفيفة  تسوق محدود عشية العيد بحلب.. إقبال على الضيافة وتراجع في الألبسة منع الدراجات النارية بحلب.. يثير جدلاً بين مؤيد ومعارض! توزيع مستلزمات لإيواء 350 أسرة عائدة إلى القنيطرة١ أهالي حلب يستعيدون الأمل.. بدء منح رخص الترميم وإحياء الأبنية المتضررة