تستمد رواية (أحضان مالحة) للأديبة ريما راعي أحداثها من تداعيات الحرب الإرهابية التي تعرضت لها سورية على المجتمع من خلال أسلوب روائي وسرد متماه مع ظروف عاشها الإنسان السوري خلال هذه السنوات.
الروائية ابتدأت بالحدث السردي مستخدمة تداعي الذكريات وذلك من خلال شخصية البطلة سوار لتعالج ما مر بها من تحولات وانعكاسها على انفعالاتها كما تعالج أيضاً أزمات نفسية عاشتها جفرا التي كانت أيضاً بطلة من بطلات الرواية.
سلطت الروائية الضوء على كثير مما تسببه وسائل التواصل الاجتماعي دون أن تقدم حالات مباشرة تسيء للسرد الروائي مبينة العواقب التي يصل إليها من لا يتفهم سلبيات الاستخدام اللاواعي لهذه الوسائل.
علاقات اجتماعية وعاطفية كثيرة في عالم الرواية حركتها راعي دون اللجوء إلى الاستطراد كي تبقى أحداثها مترابطة منذ البداية لإظهار قدرات المرأة على الحياة رغم ما تمر به من مواقف إيجابية وسلبية كاشفة في الوقت نفسه مواطن الفساد الناجمة عن الحرب بقصد وبغير قصد متبنية الحق الأخلاقي الذي يجب أن يشتغل عليه الكاتب في عمله الأدبي.
الرواية التي تقع في 124 صفحة من القطع المتوسط صادرة عن دار بيسان للنشر والتوزيع وجاءت بأسلوب يحمل في نظامه البنائي الأسس التي تشد من بنية الرواية الصحيحة إضافة إلى أنها ابتعدت كلياً عن التقليد في التعامل مع شخصيات الرواية ولا سيما أبطالها وحبكتها.
يشار إلى أن ريما راعي كاتبة وصحفية صدرت لها مجموعتان قصصيتان و(أخيراً ابتسم العالم) و(القمر لا يكتمل) ورواية (بائعة الكلمات).
التاريخ: الاثنين 28-1-2019
رقم العدد : 16895