واشنطن تحاول التسلل من بوابة خرق صفوف العسكريين!! مادورو يشرف على تدريبات الجيش ويؤكـد جهوزيتــه أمام أي تحــديات
بعد هزيمة مخططاتها في الشرق الأوسط تصعد الولايات المتحدة تحريضها ضد الشعب الفنزويلي ورئيسه الشرعي نيكولاس مادورو، بهدف توتير الأوضاع وزعزعة أمن واستقرار فنزويلا، لتوجيه أنظار الرأي العام الأمريكي عن الأزمات والفضائح التي تتخبط بها إدارة ترامب ذات النهج التخريبي في مختلف بقاع العالم.
وفي سياق التحريض الأميركي المتصاعد وزّع أنصار خوان غوايدو الذي نصّب نفسه رئيساً مؤقتاً لفنزويلا قانون العفو عن العسكريين لإقناعهم بتأييد انقلابه على السلطات الشرعية، فيما كان الرئيس مادورو يشرف على تدريبات عسكرية.
وظهر مادورو على التلفزيون وهو يستعد لقيادة مناورات في قاعدة فورت باراماكاي في شمالي البلاد، وأظهرت الصور دبابات مصطفة وجنوداً يطلقون العيارات النارية، فيما كان أنصار غوايدو، يوزعون على عناصر القوات المسلحة نصّ مرسوم العفو الذي يعدهم به في حال وقوفهم إلى جانبه والتحاقهم بمعسكره الداعي لإزاحة الرئيس المنتخب مادورو.
وخطب الرئيس الشرعي مادورو أمام العسكريين قبل بدء التدريبات، وقال: كونوا ثابتين في محاربة الانقلاب، أقول ذلك لكلّ القوات المسلحة البوليفارية: وحدة قصوى، انضباط أقصى، تعاون أقصى.
وقبيل ذلك رفض الرئيس مادورو مهلة الدول الأوروبية له ثمانية أيام يتعين عليه خلالها الدعوة إلى انتخابات رئاسية جديدة، وفي حال رفضه القيام بذلك فإن هذه الدول ستعلن اعترافها رسمياً بالمعارض غوايدو رئيساً للبلاد.
وفي حديث إلى قناة «سي إن إن تورك» أكد مادورو بهذا الصدد: ليس من حق أحد أن يعطينا مهلاً.. وفنزويلا ليست مرتبطة بأوروبا.
وفي ظل التحريض الأميركي المتواصل الذي وصل حد إعطاء رئيس البرلمان خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً أوامر جديدة لتحريض العسكريين الفنزويليين للفرار، فقد حذر مادوروالعسكريين بالقول: هل أنتم انقلابيون أم تحترمون الدستور؟ .. لا تكونوا خونة أبداً، بل كونوا أوفياء دوماً».
وكان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً بدعم وتحريض أميركي، قد كشف أن المعارضة تتفاوض سرّاً مع الجيش ومسؤولين آخرين لعزل رئيس الدولة الشرعي مادورو عن السلطة.
وقال غوايدو لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية: نحن نجري محادثات مع المسؤولين والمدنيين والجيش.. هذا موضوع حساس للغاية ويتعلق بالأمن الشخصي»، لذلك فإن هذه المفاوضات تجري في الخفاء وعلى نحو سري كامل.
وحث هذا المعارض أنصاره على النزول إلى الشوارع والتظاهر خلال اليومين المقبلين، نزولاً عند الرغبة الأميركية.
ويبدو أن هدف خوان غوايدو هو خرق ولاء الجيش الداعم الرئيسي لمادورو منذ وصوله إلى الحكم في 2013.
واستكمالا للأميركي، أعلن كيان الاحتلال اعترافه برئيس البرلمان غوايدو رئيساً انتقالياً في فنزويلا على غرار ما فعلت واشنطن وغيرها من الدول المتآمرة على حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، الأمر الذي يؤكد أن المخطط واحد وأن الأوامر صدرت للأتباع بالانصياع وإعلان هذا الاعتراف محاولين استنساخ مخططهم المشؤوم في المنطقة العربية.
رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي أعلن أن كيانه يعترف بما سماه «الحكم الجديد» في فنزويلا كشف أنه نسق هذه الخطوة مع واشنطن وعلى أعلى المستويات وقال: إسرائيل تنضم إلى الولايات المتحدة وكندا وأغلبية دول أميركا الجنوبية ودول أوروبا عبر الاعتراف بالحكم الجديد في فنزويلا» حيث كان غوايدو أعلن نفسه يوم الأربعاء الماضي رئيساً لفنزويلا بالوكالة.
وعلى المقلب الآخر لاقت المؤامرة الأمريكية كما وصفها المسؤولون الفنزويليون وعلى رأسهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو تنديداً واستنكاراً عالمياً حيث أعلنت الكثير من الدول والشعوب الحرة ومن بينها سورية وروسيا والصين وإيران وكوبا ودول أخرى دعمها الكامل للشعب الفنزويلي وقيادته الشرعية المتمثلة بالرئيس مادورو الذي يسير بخطا ثابتة نحو تكريس الاستقلال وتعزيز القرار الوطني السياسي في وجه تدخلات واشنطن وأدواتها في الداخل.
هذا ولا تزال السلطات الشرعية في كاراكاس تحظى بدعم الكثير من البلدان والدول المؤثرة، خصوصاً من جانب روسيا التي طالبت بـ»وضع حد لتدخل مشين وغير مخفي في شؤون دولة تتمتع بالسيادة». وتقف أيضاً في صفّها الصين وتركيا وكوبا ونيكاراغوا والمكسيك وفلسطين وسورية.
وفي موسكو أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية الفنزويلية سيؤدي إلى تفاقم الوضع فيها.
ونقلت وكالة نوفوستي عن بيسكوف قوله للصحفيين أمس إن الشيء الرئيسي الآن هو أنه على الفنزويليين أنفسهم تسوية جميع الخلافات فيما بينهم في إطار المجال الدستوري والطريقة الوحيدة التي يمكن أن نساعد بها هي عدم التدخل في هذا الوضع كما تفعل بعض الدول مباشرة لأن التدخل الخارجي لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع وبالتالي فإن روسيا تتجنب ذلك عكس الدول الأخرى».
وأكد بيسكوف أن الكرملين لم يجر أي اتصالات مع زعيم المعارضة اليمينية «خوان غوايدو» ولا توجد مثل هذه الخطط في الوقت الراهن.
ونفى بيسكوف التقارير التي أفادت بأن روسيا كفلت حماية الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو داعياً الى عدم التفاعل مع الاشاعات الكاذبة.
وفي السياق ذاته أكدت عضو الحزب الاشتراكي الموحد الحاكم في فنزويلا إيزابيل فرنجية أن ما قام به زعيم المعارضة اليمينية خوان غوايدو وجماعته هو»انقلاب على الدستور» و»خيانة عظمى» وهما جريمتان تستدعيان توقيفهم ومحاكمتهم.
وأشارت فرنجية في مقابلة مع وكالة سبوتنيك أمس إلى أن التريث في تطبيق الإجراءات القضائية بحقهم يستهدف إنجاح مبادرة الرئيس نيكولاس مادورو للحوار الوطني قائلة: إذا أردنا التحدث في الإطار القانوني الجزائي يمكن القول إن غوايدو شخص انقلابي فقد انقلب على الدستور وتعامل مع الولايات المتحدة طالبا منها التدخل في الأمور السيادية للوطن وهذه تعد خيانة عظمى لفنزويلا.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الثلاثاء 29-1-2019
الرقم: 16896