من نبض الحدث.. حرائق ترامب المتنقلة.. استثمار بالموت ومتاجرة بمصير الشعوب

كأن العالم كان ينقصه المزيد من الويلات والحروب والدمار، حتى جاءت إدارة الرئيس الأميركي ترامب لتثبت ومن جديد أنه ما من مأساة في هذا الكون إلا وتقف وراءها سياسة رعناء تخرج من البيت الأبيض تتدحرج حيث استطاعت أن تصل، حاملة معها الموت والدمار والقتل والتشريد، وفوق هذه المآسي كلها، وعلى (البيعة) المزيد من الضخ الإعلامي المتاجر بكل شيء، والحزمة من المصطلحات التي تصلح لكل زمان ومكان، جاهزة، حرية، ديمقراطية، حق تقرير مصير، استقلال، دعوا الشعوب تقرر مصيرها بذاتها، وكل ما في قائمة الزور والبهتان هذه جاهز للاستعلام، لا يصدأ ولا يبلى، وجوقة المطبلين حاضرة تردد وعلى الفور تندفع نحو المزيد من كيل التهم.
لنراقب المشهد اليوم، الشرق الأوسط حيث بدا العجز الأميركي واضحاً بكل ما حاول فعله وتمريره خلال الحرب العدوانية على سورية، ومن قبلها العراق، إلى ما يصدره ترامب من قرارات تارة يزج بها بقوة، وتارة أخرى على مضض وحسب التسعيرة التي يريدها أن تكون، يسحب قوات احتلاله، لا يسحب، يتريث، أم لا، هذه ليس ارتباكاً كما يحلو للبعض أن يسميه، هو مزاودة واستثمار في الموت والقتل والدمار، ومع كل ساعة إن صحت عزيمة سحب قوات احتلاله يضخ المزيد من المطالب، وعلى من يمول أن يدفع، لا يهم غير ذلك.
ومن المنطقة إلى فنزويلا حيث أعدت المؤامرة بليلة سوداء، وحيكت بروية وهدوء وتحت شعارات مزيفة يتاجرون بها، والغريب في الأمر أن بعض الدول الأوروبية التي تقمع مواطنيها وتسحقهم وتزج بالآلاف من قواتها الأمنية لمواجهتهم، تتحدث عن الحريات والانتخابات وحقوق الإنسان، وكأن العالم لا يرى ولا يسمع، معادلة لا يستقيم معها قول إلا إنها نفاق وازدواجية معايير، وحين تفلس أدواتهم العسكرية، لا يجدون إلا المزيد من الحصار الاقتصادي وتضييق الخناق على الشعوب التي لا تظهر الولاء والطاعة لمخططاتهم الاستعمارية.
الشعوب التي يدعون أنهم يدافعون عنها، يعملون على قطع كل أسباب الحياة عنها إن استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، وعلى الفور يسنون التشريعات والقوانين عبر مجالسهم ومؤسساتهم التي يظنون أنها تتحكم بالعالم، وما يكاد يخرج صوت من واشنطن حتى يجد صداه تصفيقاً ومسارعة في عواصم التبّع الغربيين، وهم من يدعون أنهم مركز العالم الحضاري والثقافي، العالم كله اليوم مطالب بوقفة حق وتضامن مع الشعوب التي تقاوم مخرز العدوان، والواعي يقول: إن ما عجزوا عنه خلال عقود من الزمن وبقوة وغطرسة القوة، لن ينالوه مهما ضيقوا، فللشعوب قدرتها على اجتراح الحلول والمعجزات حين تستثمر طاقاتها الكامنة بوعي وقدرة على الرؤية والاستبصار.

كتب ديب علي حسن
التاريخ: الثلاثاء 29-1-2019
الرقم: 16896

 

 

 

 

 

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم