تقول غيتي اميجر بأن الرئيس المضطرب دونالد ترامب يهدد فنزويلا وبأنه قد يخاطر بتحويلها إلى فيتنام جديدة، هذا وقد اتهم رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، دونالد ترامب و (مجموعة المتطرفين من حوله) بالتآمر للإطاحة به من أجل الاستيلاء على نفط فنزويلا، وحذر من أنه يخاطر بتحويل الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية إلى فيتنام جديدة.
مادورو الذي يقول أن قادة (الإمبراطورية) الأمريكية كانوا يتآمرون (للحصول على نفط فنزويلا – مثلما فعلوا في العراق وليبيا )، وهو أي ترامب كما يقول مادور غير قادر على اتهام الحكومة الفنزويلية بتخزين أسلحة الدمار الشامل، وبدلاً من ذلك شن حملة إعلامية لأخبار مزيفة لتبرير التدخل في بلد يضم أكبر احتياطي من النفط الخام في العالم.
وقال لن نسمح بفيتنام في أمريكا اللاتينية، إذا كانت الولايات المتحدة تنوي التدخل ضدنا، فسوف تحصل على فيتنام أسوأ مما يمكن تصويره، نحن لا نسمح بالعنف، نحن شعب مسالم، وقال مادورو أيضاً يوم الأربعاء إنه مستعد للتفاوض مع جوايدو. وقال (أنا على استعداد للجلوس لإجراء محادثات مع المعارضة حتى يمكننا التحدث من أجل سلام فنزويلا ومستقبلها) دون تدخل ،أميركا، وقال مادورو إن المحادثات يمكن أن تعقد بوساطة دول أخرى، وقام بتسمية المكسيك وأوروغواي وبوليفيا والفاتيكان وروسيا.
هذا وفرضت المحكمة العليا في فنزويلا حظر السفر والقيود المالية على غوايدو، بما في ذلك تجميد حساباته المصرفية، ويقف غايدو، وهو طالب جامعي سابق يبلغ من العمر 35 عاماً ورئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية التي تديرها المعارضة، في طليعة محاولة متجددة لإجبار مادورو على التخلي عن السلطة بمساعدة الولايات المتحدة وترامب شخصياً منذ الأسبوع الماضي عندما أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً لفنزويلا.
وبدعمها خوان غوايدو أمريكا تريد لها حكومة عميلة في فنزويلا لأن ما يجري اليوم هناك لا يبتعد كثيراً عما تريده واشنطن المحرك الأساسي للاضطرابات التي تشهدها البلاد بعد تمرد زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو المدعوم أمريكياً ومحاولته الاستيلاء على السلطة، وفي محاولته الحصول على دعم دولي كان لواشنطن الدور الأكبر فيه، بعد أن أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً محاولاً إجبار نيكولاس مادورو على الاسقالة بعد أسبوع من الاضطرابات الدامية في البلاد الأمر الذي أدى إلى مقتل 14 شخصاً خاصة أن الجيش الفنزويلي أعلن ولاءه المطلق لمادورو الرئيس الشرعي للبلاد ورفضه الاعتراف بخوان غوايدو رئيسا لفنزويلا، رغم الاعتراف السريع من قبل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل وكولومبيا وغيرها من حلفاء الولايات المتحدة في الأميركيتين، في حين قال الاتحاد الأوروبي إن الأمر يجب أن يترك للشعب الفنزويلي ليقرر مصيره. وقال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة ستبحث سبل نقل الأصول الفنزويلية وعائدات النفط إلى غويديو والجمعية الوطنية التي تديرها المعارضة المدعومة من ترامب وإدراته.
بينما تظهر الصور نيكولاس مادورو يتحدث إلى حشد هائل من المؤيدين يحيطون به وبزوجته سيليا فلوريس يعلن أن حكومته قطعت العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، وقال مادورو لمؤيديه في اجتماع حاشد خارج قصر ميرافلوريس الرئاسي في كاراكاس (نحن ندافع عن حق وجود جمهوريتنا البوليفارية). وحثهم على المقاومة (مهما كان الثمن) ما أسماه محاولة انقلابية يجري تنظيمها من قبل (إمبراطورية الغرينغو للتدخل بالانقلاب) ، و (اليمين الفاشستي). وصرخ مادورو من شرفة القصر: (إنهم ينوون إدارة فنزويلا من واشنطن). (هل تريد حكومة دمى تسيطر عليها واشنطن؟) إن الولايات المتحدة تريد تنصيب غوايدو رئيساً لفنزويلا لتسيطر على البلاد، وحث السفارات الأجنبية للحفاظ على دبلوماسييها في البلاد. بينما قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في وقت سابق إن الولايات المتحدة ستلتزم بتوجيه ودعم غوايدو وتتجاهل أمر مادورو بسحب دبلوماسييها، وانتقد نواب في روسيا الإجراءات الأمريكية ضد مادورو. وقال أندريه كليموف، نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ، (إن الولايات المتحدة تحاول تنفيذ عملية لتنظيم) الثورة الملونة (القادمة في فنزويلا) ، وقال عضو آخر في اللجنة هو فلاديمير دهابابيلوف: (لا أعتقد أنه يمكننا إدراك ذلك – إنه في جوهره انقلاب). وجاءت الاحتجاجات عندما رفع رئيس الجمعية الوطنية، غوايدو، يده اليمنى وقال: (أقسم أن أتولى جميع سلطات الرئاسة، وقال جايدو (35 عاماً) المدعوم والمعترف به أمريكيا (نعرف أن هذا سيكون له عواقب.) وصاح قائلاً: (لكي نتمكن من إنجاز هذه المهمة وإعادة تأسيس الدستور، نحتاج إلى موافقة جميع الفنزويليين). وقال ديمتريس بانتولاس، وهو محلل سياسي ومستشار في كاراكاس: (من الواضح تماماً أن هذه الاستراتيجية قد تقررها كل من الحكومة الأمريكية والمعارضة الفنزويلية، لذا فهم يتقاسمون الخطر). (سوف يأتي رد فعل الحكومة قريباً ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان الناس مستعدين للدفاع عن غيدو بحياتهم)
وقد دخل غوايدو في الأضواء السياسية في وقت سابق من هذا الشهر عندما أعلن نفسه على استعداد لتولي الرئاسة حتى يتم إجراء انتخابات جديدة.
وقد عمت المسيرات البلاد تأييداً لمادورو التي كانت بمثابة حصون دعم لشرعيته، وقالوا (نحن هنا لدعم رئيسنا والدفاع عن مواردنا)، قالت آنا مدينا، التي تعمل في شركة النفط الوطنية PDVAs، حيث تنطلق موسيقى السالسا من مكبرات الصوت. (نحن نعلم أن هناك دولًا أخرى ضد مادورو لأنهم يريدون الاستحواذ على مواردنا) ونزل مئات الآلاف من مؤيدي مادورو الى الشوارع في تحد واضح للولايات المتحدة و لترامب الذي أعلن اعترافه بزعيم المعارضة الفنزويلية رئيساً انتقالياً للبلاد، داعياً الدول الغربية إلى حذو حذوه، وتعهد ترامب بأن (تلقي الولايات المتحدة بكل ثقلها الاقتصادي والدبلوماسي من أجل دعم غوايدو متجاهلة دعوة مادور للمعارضة على طاولة المفاوضات.
The Guardian
ترجمة غادة سلامة
التاريخ: الخميس 31-1-2019
الرقم: 16898