تبادل أدوار !

المعالجة التي يحاول اتحاد كرة القدم اعتمادها بعد الخيبة التي سجلها منتخبنا الكروي الأول في كأس آسيا، والتي تمثلت بالمشاركة الأسوأ لكرتنا في تاريخ تواجدها في النهائيات الآسيوية، ليست إلا عبارة عن محاولة لكسب المزيد من الوقت، و لف ودوران حول المشكلة دون مواجهتها بشكل صريح، على اعتبار أن جميع قرارات اتحاد اللعبة الشعبية الأولى لا تتماشى مع طبيعة الحدث وهي دون طموح الشارع الكروي الذي كان ولا يزال ينتظر تحمّل فعلي للمسؤولية، من خلال الأفعال وعدم الاكتفاء بالأقوال.
اتحاد الكرة حتى اللحظة يعمل على خطين متسقين، وهذا ما هو واضح من طبيعة القرارات والتصريحات الصادرة عن البعض تحت قبة الفيحاء الكروية، حيث يتركز الخط الأول على تبسيط أسباب الفشل وحصرها بسوء تقدير الكادر الفني للمنتخب، ولذلك فقد تمت إقالة هذا الكادر لعل هذه الإقالة تخفف من ضغط الشارع الذي ينادي باستقالة جميع المخطئين والمقصرين في اتحاد الكرة أيا كانت هويتهم ومكانتهم، بينما يتركز الخط الثاني على بعض القرارات التي تخص المستقبل ولكن أيضا هذه القرارات اتسمت بكونها دون الطموح وأقل مما هو منتظر، ولم تكن سوى التفافا مكشوفا على المطالب الحقيقية التي ينادي بها عشاق كرتنا ومتابعوها.
في حيثية تحميل المسؤولية للكادر الفني للمنتخب، هناك تهرب واضح من تحميل المسؤولية للكادر الإداري للمنتخب بقيادة رئيس اتحاد الكرة نفسه، رغم الاعتراف بارتكاب أخطاء أدت للكارثة الكروية، دون أن يتم الاعتراف في ذات الوقت بالعجز عن تقديم أي جديد، وبالتالي ترك الساحة والمجال لنجوم اللعبة وخبراتها، فيبقى بذلك الاعتراف بالخطأ دون أي أثر.
أما في حيثية اتخاذ قرارات تخص المستقبل فمن الواضح أن اتحاد اللعبة قد أدخل جمهور كرتنا في دوامة التغيير في الأدوار دون أن يقوم باستبعاد المقصرين، ولذلك فقد اتخذ هذا الاتحاد في بلاغه الأخير قرارات عديدة كانت علامتها الأبرز هي تبادل الأدوار بين أعضاء الاتحاد وكذلك بين رؤساء وأعضاء اللجان الرئيسية في الاتحاد، وكأن مشكلة منتخبنا تمثلت بوجود حلقة مفقودة في عمل هذه اللجان ولم تكن في عجز الاتحاد ككل عن قيادة كرة القدم السورية إلى بر الأمان، ونقلها إلى الأفق الذي ترتجي الوصول إليه.
هي عملية تبادل أدوار لا أكثر أراد بها اتحاد الكرة تصوير نفسه على أنه يعمل بشكل حثيث لخدمة الكرة السورية، كما أن حصر مشاكل المنتخب بأخطاء الكادر الفني هو أيضا عبارة عن تبادل أدوار في جزئية تحمل المسؤولية بين الكادر الإداري تارة والكادر الفني تارة أخرى، وفي جميع هذه التصرفات والخطوات نحن أمام هروب للأمام بكل أسف.
ما بين السطور
يامن الجاجة

التاريخ: الخميس 31-1-2019
رقم العدد : 16898

آخر الأخبار
سوريا تشارك في الاجتماع العربي السابع للحد من الكوارث بخطة وطنية دمشق تُعيد رسم خارطة النفوذ..  قراءة في زيارة الشرع إلى روسيا الاتحادية وزير الطوارىء: نحن أبناء المخيّمات..نسعى لإعمار وطنٍ يُبنى بالعدل أوضاع المعتقلين وذوي الضحايا .. محور جولة هيئة العدالة الانتقالية بحلب بعد تحقيق لصحيفة الثورة.. محافظ حلب يحظر المفرقعات تخفيض الأرغفة في الربطة إلى 10 مع بقائها على وزنها وسعرها محافظة حلب تبحث تسهيل إجراءات مجموعات الحج والعمرة  جلسةٌ موسّعةٌ بين الرئيسين الشرع وبوتين لبحث تعزيز التعاون سوريا وروسيا.. شراكةٌ استراتيجيةٌ على أسس السيادة بتقنيات حديثة.. مستشفى الجامعة بحلب يطلق عمليات كيّ القلب الكهربائي بحضور وفد تركي.. جولة على واقع الاستثمار في "الشيخ نجار" بحلب أطباء الطوارئ والعناية المشددة في قلب المأزق الطارئ الصناعات البلاستيكية في حلب تحت ضغط منافسة المستوردة التجربة التركية تبتسم في "دمشق" 110.. رقم الأمل الجديد في منظومة الطوارئ الباحث مضر الأسعد:  نهج الدبلوماسية السورية التوازن في العلاقات 44.2 مليون متابع على مواقع التواصل .. حملة " السويداء منا وفينا" بين الإيجابي والسلبي ملامح العلاقة الجديدة بين سوريا وروسيا لقاء نوعي يجمع وزير الطوارئ وعدد من ذوي الإعاقة لتعزيز التواصل عنف المعلمين.. أثره النفسي على الطلاب وتجارب الأمهات