المعالجة التي يحاول اتحاد كرة القدم اعتمادها بعد الخيبة التي سجلها منتخبنا الكروي الأول في كأس آسيا، والتي تمثلت بالمشاركة الأسوأ لكرتنا في تاريخ تواجدها في النهائيات الآسيوية، ليست إلا عبارة عن محاولة لكسب المزيد من الوقت، و لف ودوران حول المشكلة دون مواجهتها بشكل صريح، على اعتبار أن جميع قرارات اتحاد اللعبة الشعبية الأولى لا تتماشى مع طبيعة الحدث وهي دون طموح الشارع الكروي الذي كان ولا يزال ينتظر تحمّل فعلي للمسؤولية، من خلال الأفعال وعدم الاكتفاء بالأقوال.
اتحاد الكرة حتى اللحظة يعمل على خطين متسقين، وهذا ما هو واضح من طبيعة القرارات والتصريحات الصادرة عن البعض تحت قبة الفيحاء الكروية، حيث يتركز الخط الأول على تبسيط أسباب الفشل وحصرها بسوء تقدير الكادر الفني للمنتخب، ولذلك فقد تمت إقالة هذا الكادر لعل هذه الإقالة تخفف من ضغط الشارع الذي ينادي باستقالة جميع المخطئين والمقصرين في اتحاد الكرة أيا كانت هويتهم ومكانتهم، بينما يتركز الخط الثاني على بعض القرارات التي تخص المستقبل ولكن أيضا هذه القرارات اتسمت بكونها دون الطموح وأقل مما هو منتظر، ولم تكن سوى التفافا مكشوفا على المطالب الحقيقية التي ينادي بها عشاق كرتنا ومتابعوها.
في حيثية تحميل المسؤولية للكادر الفني للمنتخب، هناك تهرب واضح من تحميل المسؤولية للكادر الإداري للمنتخب بقيادة رئيس اتحاد الكرة نفسه، رغم الاعتراف بارتكاب أخطاء أدت للكارثة الكروية، دون أن يتم الاعتراف في ذات الوقت بالعجز عن تقديم أي جديد، وبالتالي ترك الساحة والمجال لنجوم اللعبة وخبراتها، فيبقى بذلك الاعتراف بالخطأ دون أي أثر.
أما في حيثية اتخاذ قرارات تخص المستقبل فمن الواضح أن اتحاد اللعبة قد أدخل جمهور كرتنا في دوامة التغيير في الأدوار دون أن يقوم باستبعاد المقصرين، ولذلك فقد اتخذ هذا الاتحاد في بلاغه الأخير قرارات عديدة كانت علامتها الأبرز هي تبادل الأدوار بين أعضاء الاتحاد وكذلك بين رؤساء وأعضاء اللجان الرئيسية في الاتحاد، وكأن مشكلة منتخبنا تمثلت بوجود حلقة مفقودة في عمل هذه اللجان ولم تكن في عجز الاتحاد ككل عن قيادة كرة القدم السورية إلى بر الأمان، ونقلها إلى الأفق الذي ترتجي الوصول إليه.
هي عملية تبادل أدوار لا أكثر أراد بها اتحاد الكرة تصوير نفسه على أنه يعمل بشكل حثيث لخدمة الكرة السورية، كما أن حصر مشاكل المنتخب بأخطاء الكادر الفني هو أيضا عبارة عن تبادل أدوار في جزئية تحمل المسؤولية بين الكادر الإداري تارة والكادر الفني تارة أخرى، وفي جميع هذه التصرفات والخطوات نحن أمام هروب للأمام بكل أسف.
ما بين السطور
يامن الجاجة
التاريخ: الخميس 31-1-2019
رقم العدد : 16898