فقد رعاة الإرهاب ومنظومة العدوان على سورية صوابهم حين فشلوا في حربهم العسكرية والإرهابية عليها خلال ثماني سنوات من عمر الأزمة، فاتجهت رياحهم العدوانية إلى مرحلة ثانية من هذه الحرب الظالمة، حيث تفتقت عبقريتهم الإجرامية على مشاريع قديمة جديدة ظناً منهم أنها ستجعل الشعب والدولة السورية يقبل بشروطهم الاستعمارية.
سربوا خطط الحصار والعقوبات علَّها ترهب السوريين، وشرعوا بإجراءاتها الاقتصادية القسرية أحادية الجانب، والتي عنونتها واشنطن بما يسمى قانون قيصر سيئ الصيت، وتبعها الاتحاد الأوروبي بما يماثل القانون المذكور.
ومع أن هذه العقوبات التي فرضتها أميركا وحلفاؤها في الماضي على أكثر من دولة أضرت بالشعوب كما حدث في العراق في التسعينات من القرن الماضي حين توفي مئات الآلاف من أطفاله بسبب الحصار آنذاك، ومع أن آثارها السلبية ستتسبب في الأذى ذاته للسوريين فإن المنظمات الدولية الحقوقية والسياسية لم تحرك ساكناً تجاهها ولم توجه لأصحابها أي إدانة تذكر.
ومع أنها تمثل أيضاً إرهاباً اقتصادياً ووسيلة لزعزعة استقرار دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة فإن المنظمة الأممية لم تطلب من مجلس الأمن ولا من الجمعية العمومية مناقشة المسألة والاستنفار من أجل حماية السوريين كما تفعل حين يتعلق الأمر بدول لا ترضى عنها السياسات الأميركية.
لكن ما لا يدركه رعاة الإرهاب أن الشعب السوري سيتجاوز هذه العقوبات، وما انتصاراته المتتالية على مشاريع الغرب الاستعماري ومخططاته المشبوهة ومسرحياته الكاذبة عبر ثماني سنوات ونيف إلا الدليل القاطع على إرادته القوية وقدرته على تجاوز آثار الحرب الإرهابية التي فرضت عليه.
أحمد حمادة
التاريخ: الجمعة 1-2-2019
الرقم: 16899