المشاكل التي يعاني منها أهل الغاب تبقى بلا حلول فالغمر الذي ذهب بأراضي واسعة تقدر بنحو 6000 آلاف هكتار وبالتالي خروج حوالي 3000 هكتار بشكل كلي من الخطة الزراعية لهذا العام.
وهذا ليس بجديد بل يحصل في كل عام والجهات المعنية تقف دور المتفرج فقط وفي أحسن الأحوال تحصي الخسائر وتدلي بتصريح إعلامي.
في الحديث عن أهمية الغاب زراعياً فإنه من المعروف أن تلك البقعة الجغرافية تستطيع أن تصل بالبلد الى الأمن الغذائي إذا ما أعطي الإهتمام واذا ما كان في مواقع القرار المحلية كفاءات تنهض بالواقع الزراعي وترسم خطة سنوية تحدد فيها المشكلات المتوقعة وتضع لها الحلول مسبقاً.
الاستسلام للواقع المتكرر منذ سنوات دون أن تفكر هيئة تطوير الغاب أن تطور أو تبدع أية حلول، فهم لا يفعلون شيئاً إلا انتظار ما ستجود به السماء من أمطار وما سينتج عن تلك الأمطار من كوارث تلحق بالفلاح أولاً وبالاقتصاد الوطني ثانياً، في أكثر الأوقات حاجة لاستغلال كل المساحات الزراعية واستثمارها لسد الحاجة من المواد الغذائية.
لم يحظ الغاب بالإهتمام الحكومي الذي يستحقه لا في وقت السلم ولا في سنوات الحرب.
فالفلاح هناك لا حول له ولا قوة إلا التعامل مع الواقع كما هو، تأخر البذار وتأخر السماد وتأخر التسويق كل تلك المشاكل وأكثر باتت عادية وروتينة دون أن يعترض لأنه وعبر تاريخه لم تعود اية شكوى بأية نتيجة ولسان حاله يقول ( نحن نزرع والباقي على الله) فالموسم في يد الطبيعة تفعل به ما تشاء.
وعلى سبيل المثال فإن عدم توفر البذار في الوقت المناسب قد لحق بأضرار جسيمة بموسم القمح لهذا العام نتيجة غرقها في مرحلة الإنبات.
اليوم ليس أقل من تعويض الفلاحين هناك عن خسائرهم الكبيرة والتي سببها وقبل كل شي الإهمال والتقصير من الجهات المسؤولة في المحافظة والتي لا تكلف نفسها عناء وضع خطط بديلة في منطقة باتت مشاكلها معروفة ومتكررة ولا مفاجآت.
أروقة محلية
رسام محمد
التاريخ: الأحد 3-2-2019
رقم العدد : 16899

السابق
التالي