الصراحة والمصارحة والمكاشفة، هي البوابة الأهم التي يجب أن تبقى مشرَّعة في كل الأوقات للوصول إلى تحديد مكامن الضعف والقوة، وتعزيز خطوات الإصلاح والنهوض بالأعباء والمهام المطلوبة لتجاوز كل ما يعوق عمليات التنمية والتطور للوصول إلى المعافاة الكاملة..
وفي اللقاء الثالث الذي أقامته الجمعية البريطانية – السورية في دمشق ساد جو من الشفافية والصراحة والمكاشفة تجلى في وضوح الطروحات والآراء، وتحدث الجميع بمسؤولية والكثير من الموضوعية، وكان الهم الوطني هو الأساس في كل ما تم تناوله بالحديث والمناقشة، على الرغم من تعدد وجهات النظر..
هذا الشكل من الحوار العلني البناء هو الطريق الأسلم والأكثر جدوى، والذي يوصلنا إلى شواطئ الأمان من خلال حلول يجب أن تنبع من صلب المشكلات وطبيعتها ونوعيتها، بما يخفف من الانحرافات وهدر الوقت والمال والجهد والانشغال في إعداد دراسات وتشكيل لجان للبحث عن حلول قد تكون أحياناً أبسط مما نتوقع فيما لو تم النظر إلى المشكلة من زاوية مختلفة..
ومن خلال طيف الحوارات والنقاشات البناءة التي انشغل فيها المشاركون في اجتماع الجمعية البريطانية – السورية تبين أن هناك أولويات يجب تقديمها على كافة الحلول والمعالجات فيما يخص التعافي من تداعيات الحرب العدوانية على سورية والتي أهمها بناء الإنسان السوري قبل بناء الإسمنت والحجر، كما أنه لا بد من وضع خطة شاملة للتعامل مع الأزمات وهو الأمر الذي كان غائباً طيلة سنوات الحرب على سورية..
إن نقل المعاناة كما هي والتحدث عنها بشفافية وصراحة يقصر المسافات بيننا وبين الحلول وينجز إصلاحاً فيه الكثير من الأمل بمستقبل مشرق نتجاوز فيه كل التداعيات التي خلفتها حرب عدوانية قذرة استهدفت الإنسان السوري وكل إنجازاته التي حققها على مدى عقود..
حديث الناس
محمود ديبو
التاريخ: الأحد 3-2-2019
رقم العدد : 16899

السابق
التالي