التصعيد الأميركي

يؤكد التصعيد الأميركي بغض النظر عن شكله ولونه -سواء أكان سياسياً أم ميدانياً أم اقتصادياً- أن الولايات المتحدة الأميركية قد وصلت إلى طريق مسدودة، وأن كل ما تفعله يندرج في سياق تداعيات هزيمة مشروعها على الأرض، وكذلك في سياق ارتدادات اللحظة بتحولاتها الاستثنائية والكارثية على أطراف الإرهاب.
لذلك فإن التصعيد الأميركي بوجهه الجديد لا ينفصل عن التصعيد الإرهابي أو السياسي المتواصل على الأرض ولاسيما تصعيد المجاميع الإرهابية في الشمال السوري، وهذا كله يندرج بالمنظور الأميركي تحت عنوان حفظ ماء الوجه والخروج بأقل الخسائر الممكنة ومحاولة السعي إلى تحصيل بعض المكاسب السياسية والمعنوية قبل اقتراب لحظة الحسم وما يعقبها من تنفيذ الاستحقاقات والاتفاقات التي فرضها الواقع بقواعده ومعادلاته التي غيرت وجه المشهد الدولي.
الأخطر في التصعيد الأميركي الجديد بطابعه الاقتصادي أنه يستهدف لقمة عيش الشعب السوري الخارج لتوه من أتون حرب إرهابية بقيادة ورعاية صهيو-أميركية وغربية.
إن الرهان على إخضاع شعبنا البطل من منظومة الإرهاب، هو رهان ساقط ومهزوم سلفاً بحكم تجارب السنوات والعقود الماضية، وبالتالي فإن إصرار الولايات المتحدة على التشبث بهذا الخيار هو مجرد هروب إلى الأمام ودوران في حلقة مفرغة ومراكمة للعجز والفشل والتخبط على الأرض، والأهم من ذلك كله أن استحضار معسكر الإرهاب بقيادة واشنطن للتصعيد بكل أوجهه وأشكاله هو إعلان للهزيمة واعتراف بانتصار دمشق وحلفائها على المشروع الأميركي.
بجميع الأحوال فإن التصعيد الأميركي هو جزء من مخاضات اللحظة بتداعياتها الكارثية على جميع أطراف الإرهاب الذي دخلوا في حالة من الهستيريا والجنون بعد أن باتوا خارج سياق تحقيق أي إنجازات أو مكتسبات تغير من العناوين الرئيسة التي تطبع وجه المشهد الدولي.

فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 5-2-2019
الرقم: 16902

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب