يؤكد التصعيد الأميركي بغض النظر عن شكله ولونه -سواء أكان سياسياً أم ميدانياً أم اقتصادياً- أن الولايات المتحدة الأميركية قد وصلت إلى طريق مسدودة، وأن كل ما تفعله يندرج في سياق تداعيات هزيمة مشروعها على الأرض، وكذلك في سياق ارتدادات اللحظة بتحولاتها الاستثنائية والكارثية على أطراف الإرهاب.
لذلك فإن التصعيد الأميركي بوجهه الجديد لا ينفصل عن التصعيد الإرهابي أو السياسي المتواصل على الأرض ولاسيما تصعيد المجاميع الإرهابية في الشمال السوري، وهذا كله يندرج بالمنظور الأميركي تحت عنوان حفظ ماء الوجه والخروج بأقل الخسائر الممكنة ومحاولة السعي إلى تحصيل بعض المكاسب السياسية والمعنوية قبل اقتراب لحظة الحسم وما يعقبها من تنفيذ الاستحقاقات والاتفاقات التي فرضها الواقع بقواعده ومعادلاته التي غيرت وجه المشهد الدولي.
الأخطر في التصعيد الأميركي الجديد بطابعه الاقتصادي أنه يستهدف لقمة عيش الشعب السوري الخارج لتوه من أتون حرب إرهابية بقيادة ورعاية صهيو-أميركية وغربية.
إن الرهان على إخضاع شعبنا البطل من منظومة الإرهاب، هو رهان ساقط ومهزوم سلفاً بحكم تجارب السنوات والعقود الماضية، وبالتالي فإن إصرار الولايات المتحدة على التشبث بهذا الخيار هو مجرد هروب إلى الأمام ودوران في حلقة مفرغة ومراكمة للعجز والفشل والتخبط على الأرض، والأهم من ذلك كله أن استحضار معسكر الإرهاب بقيادة واشنطن للتصعيد بكل أوجهه وأشكاله هو إعلان للهزيمة واعتراف بانتصار دمشق وحلفائها على المشروع الأميركي.
بجميع الأحوال فإن التصعيد الأميركي هو جزء من مخاضات اللحظة بتداعياتها الكارثية على جميع أطراف الإرهاب الذي دخلوا في حالة من الهستيريا والجنون بعد أن باتوا خارج سياق تحقيق أي إنجازات أو مكتسبات تغير من العناوين الرئيسة التي تطبع وجه المشهد الدولي.
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 5-2-2019
الرقم: 16902