من الطــــراز الرفـيــــــــع

لو لم يكن الكي آخر طب الدولة السورية لما استطعنا دق المسمار ما قبل الأخير في نعش الإرهاب الدولي العابر للحدود والقارات.. ولو لم يتم التحرك باتجاه صياغة إجراءات استثنائية وخطوات غير مسبوقة فلن نستطيع إخراج أفعى التهريب من جحرها «الحدودي والداخلي» ولن نتمكن من النيل من عقرب الفساد المالي والإداري.
لو لم يكن الأمر مهماً وعاجلاً وفورياً لما تداعى أهل الاختصاص إلى اجتماع تقاسم فيه من كان بها خبيراً «كل حسب اختصاصه ومهامه ومسؤولياته وواجباته» رسم الإجراءات التنفيذية واتخاذ التدابير العملية والخطوات الحقيقية كل من زاويته وموقعه، لتتكامل الصورة في نهاية اللقاء شكلياً ضمن خارطة طريق كاملة متكاملة، بوصلتها وقبلتها «سورية دولة خالية من المواد المهربة في مدى زمني أقصاه نهاية العام الحالي».
هذا العنوان العريض يجب إسقاطه حقيقة على أرض الواقع وتحويله وعلى وجه السرعة إلى آلية عمل تنفيذية جديدة، وإطلاقه من داخل الأدراج والمكاتب والقاعات المغلقة إلى العلن، واعتماده والمصادقة عليه من قبل السلطة التنفيذية الحري بها اليوم وأكثر من أي وقت مضى أن ترمي بكامل ثقلها باتجاه تلافي تداخل وتقاذف المسؤوليات وتعزيز نقاط القوة للارتقاء بأداء الجهاز الجمركي وإطلاق يده مادياً وعملياً ورفع سقف مهامه وصلاحياته ونسف كلمة «استثناءات ـ محسوبيات» ، تماماً كما جرى مؤخراً لجهة إلغاء كل البيانات الجمركية المنتهية الصلاحية التي سبق وأن تم منحها قبل تاريخ محدد، والتي يمكن أن تشكل بالنسبة لشريحة من ضعاف النفوس منفذاً لإدخال مواد غير مسموح باستيرادها .. وصولاً إلى تدقيق البيانات الجمركية المرتبطة بموافقات معرض دمشق الدولي التي تم منحها خلال نسختيه الأخيرتين.
فالندبات التهريبية والرقص على حبال العقوبات الاقتصادية واللعب بأوراق تشديد الحصار لن تتم معالجتها وإلى غير رجعة بالوعود والتطمينات والشعارات فقط، فهذه المفردات جميعها لن تحمي ظهر اقتصادنا الوطني، وتقوي شوكته، وتزيد منعته، بل ستكون خنجراً في خاصرته، وسيفاً في ظهر المواطن، ونزيفاً في شريان ووريد خزينتنا العامة للدولة.. فالظرف الاستثنائي الذي نعيش اليوم أقبح وأعقد تفاصيله الاقتصادية «العقوبات» يحتاج اليوم أيضاً لا الغد إلى قرار استثنائي وتحرك استثنائي للوصول إلى نتائج استثنائية «من الطراز الرفيع».

عامر ياغي
التاريخ: الثلاثاء 5-2-2019
الرقم: 16902

آخر الأخبار
2.5 مليون دولار لدعم مراكز الرعاية  من مجموعة الحبتور   السعودية تمنح سوريا 1.65 مليون برميل دعماً لقطاع الطاقة وإعادة الإعمار  حملة “دير العز”.. مبادرة لإعادة صياغة المشهد التنموي في دير الزور إقبال كبير في طرطوس على حملة للتبرع بالدم  الشيباني: سوريا تدعم مبادرات السلام والاستقرار الإقليمي والدولي "الأشغال العامة": الانتهاء من تأهيل أتوستراد دمشق - بيروت آخر أيلول  القانون الضريبي الجديد بين صناعيي حلب والمالية  أزمة البسطات في حلب.. نزاع بين لقمة العيش وتنفيذ القانون  جسر جديد بين المواطن والجهاز الرقابي في سوريا  90 مدرسة خارج الخدمة في الريف الشمالي باللاذقية  غلاء الغذاء والدواء يثقل كاهل الأسر السورية بعد تدشين سد النهضة..هل تستطيع مصر والسودان الحفاظ على حقوقهما المائية؟! قافلتا مساعدات أردنية – قطرية إلى سوريا 90 بالمئة من الأسر عاجزة عن تكاليف التعليم الحد الأدنى المعفى من الضريبة.. البادرة قوية وإيجابية.. والرقم مقبول عملية نوعية.. القبض على خلية لميليشيا “حزب الله” بريف دمشق "الإصلاح الضريبي" شرط أساسي لإعادة الإعمار المال العام بين الأيادي العابثة أرقام صادمة .. تسجلها فاتورة الفساد في قطاع الجيولوجيا الأسعار في ارتفاع والتجار في دائرة الاتهام سرافيس الأشرفية – جامعة حلب.. أزمة موقف بين المخالفات ومعيشة الأسر