مجموعة الاتصال الدولية تزعم أنها لا تريد فرض حلول على كاركاس..واشنطن تصطدم بولاء الجيش لمادورو.. وموسكو تستنكر لغة التهديد والتحريض الأميركي

رفعت واشنطن من وتيرة تحريضها ضد الحكومة الشرعية في فنزويلا، من بوابة تقديم إغراءات للجيش ودفعه للانقلاب على الرئيس نيكولاس مادورو، ولكنها اصطدمت بجدار ولاء ضباط الجيش الفنزويلي لبلدهم ورئيسهم الشرعي مادورو، ومع المزاعم التي أطلقتها مجموعة الاتصال حول فنزويلا خلال اجتماعها بعاصمة الأوروغواي مونتيفيديو أمس بأنها لا تريد فرض حلول على كاركاس، نددت روسيا بلغة التهديد والتحريض التي تنتهجها الولايات المتحدة ضد الشعب الفنزويلي، مؤكدة أنها انتهاك صارخ للمواثيق الدولية.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في هذا الصدد أن بيان الولايات المتحدة حول احتمال التدخل العسكري في فنزويلا ينتهك معايير الأمم المتحدة.
وقالت زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي أمس: ما زالت تأتي الإشارات من واشنطن حول إمكانية استخدام سيناريو القوة من أجل الإطاحة بالسلطات الشرعية، بما في ذلك من خلال الغزو العسكري المباشر.
وتابعت بالقول: يتحدثون عن هذا مباشرة في البيت الأبيض، أود أن أذكر أن هذا النوع من التصريحات من فم المسؤولين الأميركيين هو انتهاك مباشر للمادة 2 من الفقرة 4 من ميثاق الأمم المتحدة، والذي يأمر جميع أعضاء الأمم المتحدة بالامتناع في علاقاتهم الدولية من التهديد باستخدام القوة أو استخدامها.
وأضافت زاخاروفا: اتفقوا في واشنطن على التهديد بالعقوبات المباشرة ضد العسكريين الفنزويليين الذين ما زالوا موالين للحكومة الشرعية، من ناحية يشير هذا إلى عقوبات محتملة، ومن ناحية أخرى يشير إلى مكافأة محتملة».
بدوره حذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف من عواقب تدخل عسكري في فنزويلا لأن ذلك سيتسبب بعواقب تتعدى حدود البلاد.
وقال ريابكوف في تصريحات للصحفيين أمس: روسيا على اتصال مع الاتحاد الأوروبي وكاراكاس والمنظمات الإنسانية فيما يتعلق بالأزمة في فنزويلا ونحن نتواصل مع الجميع غير أننا لا نوافق على كل ما فعلوه خلال الأزمة الفنزويلية.
وجددت موسكو في وقت سابق أمس تمسكها بموقفها الداعم للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في مواجهة تمادي الإدارة الأمريكية وتدخلاتها السافرة في شؤون فنزويلا والضغوطات التي يمارسها عدد من دول الغرب.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أمس أن بلاده متمسكة بشدة بموقفها الداعم للرئيس مادورو محذرا من العواقب الكارثية لأي تدخل عسكري في فنزويلا.
ونقلت وكالة تاس عن بيسكوف قوله للصحفيين إن موقف الكرملين لم يتغير في هذا الصدد مضيفا إن روسيا لا تجري أي اتصالات مع الولايات المتحدة حول المسألة الفنزويلية كما أنها لا تجري مفاوضات مع دول أمريكا اللاتينية بشأن الوضع في هذا البلد ولكنها تبلغ كل من يعنيهم الأمر خلال تبادل وجهات النظر بعدم جواز التدخل في هذه الأزمة من قبل الدول الخارجية.
وأوضح بيسكوف أن هناك تبادلا مكثفا للآراء مع جميع الشركاء الأجانب حول الوضع في فنزويلا ونبلغهم بعدم قبولنا بأي تدخل خارجي في هذه الأزمة ويتم التشديد على العواقب الكارثية المحتملة لأي تدخل بالقوة.
إلى ذلك أعلنت المفوضة العليا للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن مجموعة الاتصال حول فنزويلا لا تنوي فرض حلول للأزمة على كراكاس.
وقالت موغيريني لدى افتتاح اجتماع مجموعة الاتصال حول فنزويلا بعاصمة الأوروغواي مونتيفيديو أمس إن هدف مجموعة الاتصال هذه ليس فرض عمليات أو حلول معينة على كاراكاس، ومن الواضح أن الحل يجب أن يكون الفنزويليون مصدره.
وأضافت موغيريني أن الاجتماع يهدف إلى تفادي مزيد من الفوضى في فنزويلا، ودعت لإيجاد حل سياسي سلمي للأزمة في البلاد.
ويعقد اجتماع مجموعة الاتصال بمبادرة من الأوروغواي والمكسيك بمشاركة ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والبرتغال والسويد والإكوادور وبريطانيا وبوليفيا وغيرها من دول أوروبا وأمريكا اللاتينية.
وكانت الأوروغواي والمكسيك قد اقترحتا إنشاء آلية حوار من دون شروط مسبقة من أجل تسهيل التوصل إلى حل تفاوضي للأزمة السياسية في فنزويلا.
وزير خارجية الأوروغواي رودولفو نين نوفوا ونظيره المكسيكي مارسيلو إيبرارد قدما «آلية مونتيفيديو» التي تتضمن مراحل عديدة ووساطة ستقوم بها شخصيات معروفة على الصعيد الدولي، ولا يتضمن الاقتراح إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وزير خارجية المكسيك قال إن بلاده قلقة من إمكانية استخدام القوة أو التدخل العسكري في فنزويلا من قبل الولايات المتحدة.
في المقابل وبإطار التحريض الأميركي المتواصل دعا مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون كبار ضباط الجيش الفنزويلي إلى الانقلاب، واعداً بما وصفه بالإعفاء من العقوبة إذا أيدوا خوان غوايدو.
رئيس القيادة الجنوب أميركية في الجيش الأميركي كريغ فولر قال بدوره إن الجيش الفنزويلي باقٍ في ولائه للرئيس نيكولاس لمادورو.
وقال الأدميرال فولر إن ولاء الجيش لمادورو يجعل الوضع خطيراً ونحن نراقب أي مؤشر لحصول انقسامات.
وفي رد على هذه التصريحات قال الرئيس الفنزويلي الذي رحب بمبادرة الأوروغواي والمكسيك إن الولايات المتحدة تهدد فنزويلا بغزو عسكري، مؤكداً أن لدى كراكاس «قوات مسلحة وطنية ومواطنين مخلصين ليدافعوا عنها».
وكانت السلطات الفنزويلية أعلنت مصادرة أسلحة حربية مرسلة من الولايات المتحدة إلى الجماعات المرتبطة بمحاولة الانقلاب تمّ كشفها في المطار الدولي بمدينة فالنسيا الفنزويلية.
وفي السياق ذاته أعلنت شركة النفط الحكومية الفنزويلية أنها ستقوم بإعادة توجيه صادراتها النفطية من الولايات المتحدة إلى أوروبا وآسيا وأنها ستبذل قصارى جهدها لضمان ألا يؤثر الوضع في السوق العالمية.
وبشأن كيفية إقناع الشركاء الأوروبيين والآسيويين بشراء النفط من فنزويلا من دون التعرض لخطر عقوبات واشنطن، قال ممثل فنزويلا لدى «أوبك» روني رومير إن العقوبات الأميركية لا تخيف روسيا والصين.
وشهدت العاصمة كراكاس تظاهرات مؤيدة للرئيس مادورو ورافضة للتدخل الأميركي في الشؤونِ الداخلية.
وتجمع المواطنون في ساحة بوليفار وقاموا بتوقيعِ عريضةٍ دعماً للرئيس وحكومته.
كما رددوا شعارات تتهم قوى خارجية بمحاولة السيطرة على الثروات الوطنية وحملوا نسخا من الدستور الوطني مؤكدين أن السياسات الأميركية تعد انتهاكا وتدخلا في شؤون البلاد.

وكالات – الثورة:
التاريخ: الجمعة 8-2-2019
العدد: 16905