من نبض الحدث… قبل سوتشي وبعدها.. مسرحيات واشنطن وأنقرة العمياء

 

 

 

 

سيندحر الإرهاب من كامل الجغرافيا السورية قريباً، وما سطره الجيش العربي السوري حتى الآن من انتصارات كفيل بتوضيح الصورة بأدق تفاصيلها، وسيسحب دونالد ترامب قواته الغازية من سورية عاجلاً أم آجلاً لأن إرادة السوريين أقوى من كل المؤامرات والمخططات التي حيكت وتحاك في غرف مكتبه البيضاوي المظلمة، وما فشل ثماني سنوات من الحرب الإرهابية ضدهم والدعم منقطع النظير للتنظيمات المتطرفة إلا الدليل القاطع على ذلك.
ومع أن إدارة ترامب العدوانية تدرك هذه الحقيقة جيداً إلا أنها ما زالت تلعب في الوقت الضائع لتعويض خسارتها في سورية والمنطقة، فلا تجد إلا إطلاق التصريحات المتناقضة بين أركانها، ثم تأتي المناورة والتضليل لتكمل صورة السياسة التي تخفي خلف سطورها حجم الأطماع والمخططات المشبوهة.
الشاهد على هذه الحقيقة عودة الحديث عن الانسحاب الأميركي في نيسان ثم التصريح ضد ذلك، والشاهد أيضاً أن واشنطن مازالت ترتكب المجزرة تلو الأخرى بحق السوريين الأبرياء لتنفيذ أجنداتها الاستعمارية شمال وشرق الفرات بحجة قصف داعش ومحاربته في الوقت الذي تلعب فيه على حبال الوقت بإعلان انسحابها من عدمه، ومازالت تسـرب خزعبلات المنطقة الآمنة المزعومة رغم حديثها عن الانسحاب.
ومازالت تعرقل سوتشي، الذي يفتتح اليوم جولة جديدة له عبر قمة ثلاثية روسية تركية إيرانية، رغم مزاعم إدارتها عن دعم الحل السياسي، ومازالت تدعم حلفاءها كفرنسا التي عادت إلى عرض عضلاتها بمحاربة داعش، ومازالت تتناغم مع النظام التركي في تنفيذ مخططاته الاستعمارية في منبج وإدلب وشرق الفرات رغم أنها تدعي الخلاف معه.
ومازالت تدعم ميليشياتها الانفصالية على الأرض كقسد وتعيد إنتاج وتدوير أخرى كداعش، وتسمح للنصرة الإرهابية بالتمدد في شمال سورية رغم أنها تزعم بالاتفاق مع أردوغان محاصرة تلك التنظيمات والميليشيات والتمهيد لإقصائها من المشهد العسكري والسياسي.
باختصار تتعدد المسرحيات الغربية والتركية والإسرائيلية لكن هدفها واحد، وهو تمرير الوقت الإضافي لتنفيذ الأجندات العدوانية في سورية والمنطقة، وما العدوان الأميركي المتكرر على المدنيين والذي بدأ يتزامن مع عدوان إسرائيلي متكرر أيضاً كما حدث في القنيطرة هذا الأسبوع، إلا الدليل على استمرار الاستراتيجيات ذاتها، من دون أن تعي أقطاب منظومة العدوان أن السوريين لن يسمحوا بتمرير أي مخطط يستهدف وحدة أرضهم ومصيرهم وقرارهم المستقل مهما كلفهم ذلك من ثمن.
كتب أحمد حمادة

 

التاريخ: الخميس 14-2-2019
رقم العدد : 16909

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب