سد الذرائع2

كنت قد عبرت في السابق أن تجربة مراكز خدمة المواطن تعتبر تجربة رائدة في سورية تنامت وتطورت رغم ظروف الحرب والحصار، إلا أنها مازالت بحاجة لكثير من الدعم والاهتمام، وكذلك الامر فهي بحاجة لأن نؤمن بها كسوريين وأن نرفض اي محاولة ابتزاز رخيصة قد يقوم بها أحد ضعاف النفوس.. الاهتمام الحكومي بهذه التجربة بدا واضحاً في ورشة العمل التي اقامتها وزارة الإدارة المحلية والبيئة لتتبع عمل مراكز خدمة المواطن وخطة انتشارها وتبسيط إجراءاتها المقدمة للمواطن في الوزارة والجهات التابعة، ووضع خطة لإنجاز مراكز خدمة المواطن بكل مكوناتها (البناء، الإكساء، الشبكات، وتوفير الاعتمادات) وفق المعايير والضوابط المعتمدة، كما أكدت الوزارة خلال الورشة أنه تم تنفيذ مراكز خدمة المواطن في كافة المحافظات خلال سنوات الحرب، وهذه المراكز لا تدل فقط على تبسيط الإجراءات ومكافحة الفساد وتوفير الوقت والجهد والمال وإنما هي أيضاً تعزيز لثقافة الالتزام بالنظام واحترام لحاجيات المواطن وتقديم لمختلف الخدمات بشكل حضاري وشفاف، من مخرجات الورشة تم التطرق لضرورة الانتشار الافقي لهذه المراكز بحيث تغطي مساحات أكبر وتخدم ايضاً عدداً اكثف من طالبي هذه الخدمات وهو مطلب حق إلا انه كان من الاجدى أيضاً التطرق لمسألة طرح المزيد من الخدمات عبر هذه المراكز وخاصة تلك التي تشمل الحصول على تراخيص المنشأت التجارية والصناعية والتي تكثر فيها حالات الابتزاز والفساد على مبدأ سد الذرائع، أصل الاشياء في الدنيا السماح فمن المنطقي أن تسمح بالشيء ومن ثم تضع له ضوابط والتي يجب أن تندرج في اطار حماية مصالح الدولة وتحقيق اهدافها في كل قضية على حدة، وهو أمر لا بد من مراعاته في الخدمات بمراكز خدمة المواطن، في وقت وصل فيه تسيير الاجراءات وتبسيطها لمراحل متقدمة، وعليه يجب أن نضع في حسباننا الوصول لهذه المراحل دون أن نرضى بالقليل. مطلوب منا ايضاً ان نتغير وان نكون سنداً للجهات المعنية في تعزيز هذه التجربة كما ذكرت عبر الوقوف في وجه من لا يريد ان يتغير ولا أن يخسر ما قد يأتيه من عوائد مادية تفوح منها رائحة الفساد والابتزاز واستغلال الحاجة ومصالح الناس وهو امر لابد أن يتم عبر حملة توعوية على مستوى ضخم يتم فيها التطرق لما يقدم من خدمات وبأسلوب ممتع وشيق على أعين العاملين في هذه المراكز مع تعزيز ثقافة الشكوى في حال التأخر غير المبرر والمماطلة.
على الملأ
باسل معلا
التاريخ: الجمعة 15-2-2019
رقم العدد : 16910

 

آخر الأخبار
بين إدارة الموارد المائية والري "الذكي".. ماذا عن "حصاد المياه" وتغيير المحاصيل؟ شراكة صناعية - نرويجية لتأهيل الشباب ودعم فرص العمل تطوير المناهج التربوية ضرورة نحو مستقبل تعليميٍّ مستدام لجنة التحقيق في أحداث الساحل تباشر عملها بمحاكمات علنية أمام الجمهور ٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة