الملحق الثقافي_جيهان رافع:
ما زلت أتجرّعُ الصمت قافيةً
كبنفسجةٍ في عنق حمامة
كرغبة عاقرٍ
تبعثُ من صدر امرأةٍ
ضحكةً باكيةً
وأصابع الليل تعزف
بشهوةٍ قاحلةٍ
ها هو يشقُّ الغياب
يلوّح بمئات الآهات
تعكس عيناهُ حزناً
ووسادة زارته في الحلم
كأنها امرأةٌ من سحابٍ
تعصر نهديها
فتتساقط رغبة الورد
في ثغره المنكفئ
على بقايا الغياب
وأهدابها ذات الصرير
حين تهزّ أغلال أسره
بنظرةٍ قبل الحوار
فتتسكع المصابيح الدمشقية
على جانبي لهفته
ورائحة الكروم
مازالت تقبع في أعلى حجرها
تحيك ملايين الدموع
من عشب الأحلام
المبهور من ملامسة قدميها
وذاكرته تتلمس قضاياه
بينه وبينها أذرعٌ خاليةٌ من العمل
ولائحة المفارق تتنافر عليها السهام
ومروج تصول وتجول
في جفاف أعوامهِ
كما الكتب الضائعة
دون احتضان سعال السجائر
ولا صدر امرأة ارتجفت
كأجراس الحقول عند
اقتراب النهاية
ها هو يطلّ حاملاً كتفيه
على طبق من السكر
مملوء بأطنان الكلمات
لكن لحية وطني البيضاء
تستعمر قطعي
تبعثرها حين تشاء
وتجمعها في غربتي
تدثرني من برد أعياد الحب
وضوضاء عيد الأم في أذني اليتيمة
التاريخ: الاثنين19-2-2019
رقم العدد : 16912