بالرغم من ارتفاع تكاليف العلاج والصعوبات التي تفرضها الإجراءات الاقتصادية أحادية الجانب، وتحديات الحرب الإرهابية التي تسببت بارتفاع تكاليف أدوية السرطان وصعوبة تأمينها يواصل القطاع الصحي تخديم مرضى السرطان مجاناً من التشخيص إلى التدبير والمتابعة الطبية والاستقصاءات الشعاعية والمخبرية.
عملت وزارة الصحة على تشكيل اللجنة الوطنية لمكافحة السرطان واستحداث أقسام لعلاج المرضى، إضافة لإنشاء مراكز للمعالجة الكيماوية في مختلف المحافظات، ووضع سياسة وقائية بدءاً من رصد المرض وتطوره، وفي ضوء ذلك تحقق تقدم كبير في اكتشاف هذه الأورام بشكل مبكر، وشكل دليلاً على التطور الكبير في معالجة الأورام الخبيثة، وبالتالي جعل معظم الأورام السرطانية قابلة للعلاج.
تختلف تكلفة علاج مريض السرطان حسب نوع الورم وموقعه وخصائصه ومرحلة الإصابة حيث تتراوح أدنى الجرعات تكلفة بين 20 و 50 ألف ليرة فيما تصل بعض الجرعات إلى 1,5 مليون ليرة وقد يحتاجها المريض كل 3 أسابيع، وتقدم مجاناً من خلال مشافي وزارتي الصحة والتعليم العالي.
وفي ضوء التحديات التي تسببت بارتفاع تكاليف أدوية السرطان وصعوبة تأمينها تواصل وزارة الصحة صرف 120 صنفاً دوائياً مستورداً معظمها من دول صديقة، وتصل نسبة تغطيتها نحو 90 بالمئة من احتياجات مرضى الأورام كما يتم تدارك أي نقص بوقت قصير.
ومع بدء مرحلة التعافي التي يشهدها الوطن بفضل بطولات وتضحيات جيشنا الباسل كشفت نقابة الصيادلة مؤخراً أنه سيتم وضع معمل إنتاج الأدوية الخاصة بالأورام في الخدمة في هذا العام والذي يتمتع بتقنيات عالية وبخبرات وطنية، وسيغطي إنتاجه كل حاجات مرضى السرطان من الجرعات في السوق المحلية، كذلك يغني عن استيراد كافة الأدوية النوعية.
وفي ظل المتابعة الحثيثة للمرضى يبقى التحدي الأول والأهم وصول العديد منهم إلى المؤسسات الصحية بمراحل متأخرة بسبب الخوف أو الخجل ومعوقات اجتماعية نفسية كثيرة، ما يتطلب تكثيف الجهود من خلال استراتيجية التوعية والتثقيف الصحي للوقاية منه، وتسليط الضوء على العوامل المؤهبة لحدوثه واتباع الآليات الوقائية منه.
عادل عبد الله
التاريخ: الثلاثاء 19-2-2019
الرقم: 16913