من أفظع الجرائم المرتكبة في الحروب ،تجنيد الأطفال واستخدامهم كأدوات بالترغيب والترهيب ..وقود حرب يشتعل لأجيال ،جماعات إرهابية تكفيرية تقتل أرواحهم بدم بارد في غياب دفء عائلي قسراً ،تجرهم إلى ميدان القتال بوصفهم أبطالاً شجعاناً ،وتزرع عادات وقيماً نفسية وسلوكية في عقولهم ،تجعل منهم خصماً شرساً لأسرهم وأوطانهم ..
سورية كغيرها من البلدان عانت من هذه الظاهرة الحديثة في حربها الكونية،وتنوعت أشكال تجنيد الأطفال واكتسبت مظاهر دموية غير مسبوقة .
هي جريمة حرب ،ضحاياها طفولة مقهورة إن نجت من الموت ،لاحق العار تجربتها المؤلمة ،عار يقودها إلى طريق الخطيئة والتيه في عالم التشرد والضياع ،ضحية مرة أخرى للإهمال وعدم الرعاية والحرص لتأهيلهم وإعادة دمجهم بالطفولة للتمتع بحلاوتها وشقاوتها ..وانخراطهم في الحياة المجتمعية .
أولادنا ،الضمانة الحقيقية لإعادة الألق للنسيج الاجتماعي والوطني وبناء وإعمار الوطن ..صمام أمان في وجه كل طامع وغادر ،يكفيهم توجعاً وألماً وحزناً بعيداً عن رياضهم ومدارسهم وملاعبهم وألعابهم ،اليوم لا الغد علينا بذل جهود كبيرة حكومية وأهلية ومحلية وأسرية وبالتعاون مع المنظمات الإنسانية لانتشال من نجا من براثن هذه الظاهرة واستعادة ضحكاتهم وأحلامهم ببيئة ومجتمع صديق ، جهود بحجم الوطن طالما أكدت عليها وتلح بطلبها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في اجتماعاتها وورشها لمحاربة التسول وتجنيد الأطفال ..أسوأ أشكال العمالة .
جهود تؤكد احترام بلدي والتزامها للاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها حول حماية حقوق الطفل .
في اليوم العالمي لمحاربة هذه الظاهرة ..لابد من رفع سقف النداءات الحقوقية والإنسانية والأممية لمحاربة هذه الظاهرة وملاحقة ومحاسبة مرتكبيها.
والوقاية خير من العلاج وهي مسؤولية الأسرة التي يجب أن تعيد حساباتها التربوية بالاهتمام أكثر بأفرادها وإغداق الحب وغرس حب الخير وبناء العادات الحسنة وتزويدهم بثقافة الانتماء والعطف والكرم والتعلم بالقدوة لتحصينهم من أي اعتداء فكري وجسدي وأخلاقي ،متسللاً من ثغرات تربوية لا يحسب لها حساب أيام الرخاء والسلم .
رويدة سليمان
التاريخ: الجمعة 22-2-2019
الرقم: 16916