يقولون عنهم (ملائكة الرحمة) ولكن من يرحمهم الآن؟
المشكلة باختصار هي أنه( بين ليلة وضحاها تخرج جامعة دمشق لتطالب ممرضات المشافي الجامعية بإخلاء السكن بعد عشرات السنين من تخصيصه لهنّ، فما هو مصيرهنّ وهل تكفي بضعة آلاف لاستئجار غرفة.
والأهم أنّه كيف تصدر تلك القرارات والمتضرر ليس فرداً بل المئات !؟.
ولكن يبدو أن القرارات تصدر دائماً ضدّ الحلقة الأضعف، ويبدو أيضاً أنّ جامعة دمشق قد رفعت يدها عن المشافي التعليمية.
هل اتفقت وزارة التعليم العالي وجامعة دمشق على المشافي التعليمية لتدفع الممرضات الثمن أو ليكنّ ضحية صحوة الجامعة بعد عشرات السنين !؟
هناك ممرضات يأتين من مناطق بعيدة ويتركن أولادهن ثلاثة أيام، وهناك ممرضات بدوام ليلي.
بصراحة هذا قرار عشوائي بزمانه الخطأ أيضاً، ما يجعل منه كارثة بحقّ الكادر التمريضي والمرضى بآن معاً وسيتسبب بتفاقم مشكلة النقص بالكادر التمريضي والطبي التي تعاني منها المشافي من السنة الأولى للأزمة ..
من صمد ومازال، كان ينتظر المكافأة لا العقوبة القاسية الظالمة، والسؤال لصالح من تفريغ المشافي من كوادرها بعد كلّ هذا الصمود!؟
يتحدثون عن ملكيات، فلماذا يصمتون أمام كلّ تلك الكفاءات التي هاجرت نتيجة سوء وتدني الأجور؟
في الأوقات الحرجة، الأفضل ألاّ تعود لملفات قديمة وتثيرها إلاّ إذا كانت لمصلحة كبيرة وعامة، وكان الأفضل ومازال أن تؤجل جامعة دمشق المطالبة بملكياتها لوقت السلم حيث تتقاضى الممرضة ما يسدّ رمقها ويكون بإمكان المشافي تعويض نزيف الكوادر الطبية، وإلاّ فالعدول عن القرارات الخاطئة هو الحل الأنسب.
هي مشكلة إنسانية قبل كلّ شيء تحتاج حلاً عاجلاً وسريعاً ..
أروقة محلية
رسام محمد
التاريخ: الأحد 3-3-2019
رقم العدد : 16922
التالي