بات من المحتم أن تكون معركة تحرير إدلب المسمار الأخير في المشروع الأمريكي التركي ومن أهم المعارك وأكثرها قسوة، ليس لأنها ستحرج أردوغان العاجز عن منعها وتقبل نتائجها بعد انهيار مشروعه العثماني وحسب، بل لأنها ستعزز محور المقاومة في بناء الكثير من الحسابات السياسية على نتائج المعركة، ناهيك عن تقزيم الدور الأمريكي وفشل نظرية القطب الواحد على مستوى الواقع والميدان.
مخاوف أردوغان بحسم الوضع في إدلب من أن تنعكس مخططاته سلباً في مناطق سورية أخرى كان يعوّل عليها، ولا سيما بعد عجزه عن الوفاء بالتزاماته وتعهداته في جولة سوتشي. ولذلك فإنه سعى لإفشال وعرقلة أي إنجاز عسكري بهدف إبقاء الوضع الراهن كما هو والحيلولة دون أي تقدم سياسي وميداني من أجل استنزاف سورية وحلفائها.
لهذا قد يلجأ عثمانيو العدالة والتنمية إلى المماطلة بالانسحاب وإطالة أمد الوقت بما يتناسب وغطرسة أردوغان الواهم في المشاركة بالحل الداخلي السوري وتحقيق المكاسب ترضية لتدخله.
لا شك أن معركة إدلب وضرب آخر البؤر الإرهابية ستكون الضربة القاضية للمخطط التركي والأمريكي التآمري والإطاحة بجميع الأهداف والأقنعة المتخفية وراء هذه الأهداف، ولا سيما العزف على الوتر الإنساني واسطوانة محاربة (داعش) الممجوجة بالرياء والكذب الممهور بخاتم التضليل الإعلامي، إضافة إلى الدعم المتواصل للإرهاب.
إلا أن هذا لن يثني الجيش العربي السوري من مواصلة إنجازاته وانتصاراته غير معني لما يحاك للوطن السوري من قبل دول التآمر.
حدث وتعليق
عائدة عم علي
التاريخ: الأحد 3-3-2019
رقم العدد : 16922
التالي