ترفض الأمانة أن تعبر دروب المتعثرين الكالحين في وجه الحقيقة التي تحتضن في ثوبها النقي كل ما يمت للصدق وأخواته بصلة .. انطباع في الذهن والذاكرة أن ثمة أشياء في الحياة لا يمكن تجاوزها ، بالفطرة تنشأ وتكبر مع الإنسان ، وبالتربية الصحيحة والسليمة تتعزز المفاهيم والقيم،عمادها الأسرة أولا وأخيرا والمدرسة ركنها المتين،والمجتمع بيتها الواسع.
قلة الأمانة والمؤتمنين في أيامنا هذه والتقليل من خصوصيتها وإفشاء سرها على جميع المستويات أصبحت على ما يبدو حالة مرضية، مزمنة في بعض حالاتها تحتاج إلى علاج وكي من نوع خاص..
كيف يمكن لضمير حي أن يستريح أو يهنأ وهو يخون خصوصية وطن وينتهك حرمة شعب ويطعن بصدر أسرة فاضلة .
كيف يسمح لنفسه أي مسؤول أو عامل أو موظف أو أي شخص كان أن يخترق جدار الثقة ويعبث بصفة أبت الجبال أن تحملها فحملها الإنسان.
من أهم مفاتيح التربية وسلوكها أن يتربى الإنسان على معنى الفضيلة وكيف يكون التعفف والاحترام والالتزام بالضوابط والحدود والأخلاق والخصوصية ،أن يعرف ماله وما عليه،حقوقه وواجباته تجاه أهله ومجتمعه ووطنه.
قد تكون التربية اليوم بمفهومها الشامل من عام وخاص من أصعب المهام الملقاة على عاتق الأسرة والمدرسة والمؤسسات التربوية بعد هذا الانزياح الكبير في تسويق وترويج ذاك الكم من الخليط المتداخل بقاموس التربية الحديثة ،التي أخذت معانيها وسلوكها اتجاهات متباينة حسب مصالح ومنافع كل فئة أوجهة داعمة على السواء ، بشكل ايجابي أو مخربة بشكل سلبي.
لكن ورغم كل هذا الشقاء التربوي علينا جميعا (أسرة ومجتمعا )أن نبني بالوعي ونعمر بالطموح والمحبة ونحفز النفس بالإرادة للعمل الصالح.
فالأسرة تمتلك من البراءة ما يكفي ومن الاجتهاد ما يبهر حين تدرك أهمية دورها ومسؤوليتها الكبيرة في بناء الوعي والنهوض بالواقع.
عين المجتمع
غصون سليمان
التاريخ: الأحد 3-3-2019
رقم العدد : 16922
السابق
التالي