لغز الباغوز!!

 

 

 

بزَعم استهداف ما بَقي من الدواعش في آخر جيب على الحدود السورية العراقية، يَتكرر القصف الأميركي لقرية الباغوز في ريف دير الزور، ويَتكرر معه سقوط عدد من الضحايا المَدنيين أغلبيتهم من النساء والأطفال! والأمر الغريب أنّ الدواعش يَحتفظون بقوتهم هناك ولا يَتأثرون بالقصف؟!.
بالفوسفور الأبيض وبأسلحة مُحرمة، وبأخرى ذكية وغير ذكية، يَستمر الاستهداف الأميركي لمساحة تُقدر بنحو نصف كيلو متر مربع، تَدعي واشنطن أن أغلبية قيادات تنظيم داعش الإرهابي مَوجودة فيها، وتُرجح مصادر أميركية وأخرى من داخل الميليشيات الانفصالية التي تَستخدمها واشنطن أن يكون زعيم التنظيم الإرهابي بين هذه القيادات، ما يَعني أن ثمة كذبة كُبرى يُعد للكشف عنها وإخراجها في زحمة الترويج للأكاذيب الأميركية الكثيرة التي جعلت من الباغوز لغزاً سخيفاً!.
الباغوز، ومخيم الركبان، تَبدوان كما لو أنهما المساحة التي لاتريد الولايات المتحدة التَّخلي عنهما قبل أن تُحقق منهما وبهما رزمة من الأهداف بكل الاتجاهات، فمن جهة لإبقاء التهديد ضد سورية قائماً، ومن جهة ثانية للتلاعب بورقة الميليشيات الانفصالية مع عدة أطراف بوقت واحد، يُضاف إلى ذلك إظهار عدم التسليم لروسيا وإيران كحليفين لسورية، وربما لكل ما تَقدّم يَستثمر البيت الأبيض بالأكاذيب والفبركات داخلياً في إطار السجال الدائر بالكونغرس والبنتاغون.
مخيم الركبان ستَجري عملية تَفكيكه عاجلاً أم آجلاً مهما عطلت وعاندت واشنطن، ذلك أنّ استمرارها بمُحاولة استغلاله قد تُحملها أعباء إضافية، أو قد تتحول لاحقاً إلى ثقل سياسي تَعجز عن حمله.
وأما الباغوز فقد تُمثل – إلى حين – مادة للاستثمار والمُماطلة، وقد تَجعلها إدارة ترامب خَشبة مسرح تُعد لاستغلالها على نَحو هوليودي يَنتهي بإعلان اعتقال أو مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي، غير أنّ كل هذا بات مَكشوفاً للرأي العام، ولن يُمكّن واشنطن من استحصالها على أشياء مُهمة سوى الوهم!.
رغم كل الأكاذيب، ورغم كل مُحاولات التلاعب بالوقائع، الحاليّة منها وما تُحضر له واشنطن في المُستقبل والقادم من الأيام، يَبقى من الثابت أنها هي من يَحتضن الدواعش، وهي من يُشغلهم ويَستثمر فيهم، وهي من يَحرص على نقلهم إلى أماكن أخرى، وهي من يَسعى لإعادة تَدويرهم، على أنّ الثابت الآخر في مُقابل ذلك هو أنّ مشروعها هُزم وتَحطم هنا في سورية أولاً بفعل الصمود، وثانياً بسبب الوعي الذي أسهم بتفكيك المُخطط وإلحاق الهزيمة بمُعسكر العدوان وحلفه الشرير.

علي نصر الله

 

التاريخ: الأثنين 11-3-2019
رقم العدد : 16928

آخر الأخبار
"لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها