سورية التي قال عنها علماء الآثار إنها جنتهم .. ينقشع الغبار عن محاولات الغرب تخريب هذه الجنة و محو آثارها من ايبلا لزنوبيا الى أقدم الروائع الانسانية في بلاد الشام .. لان الصمود التاريخي يخيفهم وشهادات الآثار على البطولات ترعب اسرائيل المستحدثة والمسبقة الصنع في غرف الاستعمار ..لذلك كان نهب الآثار جزءا من مشروع الشرق الأوسط الجديد في سورية والعراق.
آلاف المواقع استبيحت، من قبل همجية داعش والنصرة ومن ورائهم لصوص متعدّدو الجنسيات والأهواء، وفي الوقت عينه هناك لا يزال في هذه البقعة من الأرض من يقارع لحمايتها، لحماية هذا الإرث والتراث الإنساني.
سورية هذه البقعة من العالم يوجد فيها ما لا يقلّ عن عشرة آلاف موقع أثري. هذا هو المعروف المسجّل منه هو ما يزيد عن أربعة آلاف ونحو 300 موقع، وما هو غير مسجل بعد على قائمة التراث ربما لا يقلّ عن ضعف هذا العدد تماماً كلها خلال الأزمة في سورية كانت أهدافاً لهذه الغزوات الداعشية التي جاء بها الغرب لتكون وسيلة لنهب الحضارة السورية وتدميرها ولن ننسى أن هذا ما تريده اسرائيل وما يشكل جزءا من مخطط الشرق الأوسط الجديد الذي دفن في سورية.
الغرب يعرف مكانة سورية الحضارية حيث يقول عالم آثار ألماني: إنّ سورية هي جنّة علماء الآثار، وهذه حقيقة واقعة استدعت تجنيد الارهابيين والمسلحين في مقدمتهم تنظيما»داعش» و»جبهة النصرة», حيث انتشرت خلال سنوات الحرب على سورية ظاهرة سرقة الآثار وتهريبها عبر الحدود إلى عدة دول منها تركيا والأردن ولبنان بهدف بيعها لدول أجنبية وتجار الآثار وهذا ما سبق وجرى في العراق أيضاً وهو ما جرى في سورية وتحاول الدولة السورية استعادته وترميمه.
ففي الأمس قامت الجهات المختصة في سورية بالقبض على ارهابيين كانوا يهربون الآثار في زملكا وريف دمشق والأمثلة كثيرة عن هذا الفعل اللصوصي للإرهابيين ومن يدعون أنهم «معارضة مسلحة».
فجميعنا رأينا عملية تدمير دير سنبل في جبل الزاوية حيث تعتبر القرى الأثرية في منطقة جبل الزاوية كالبارة ودير سنبل وعين لروس في الكتلة الكلسية من المواقع الفريدة في سورية والعالم، هذه القرى كلها تعرّضت منذ بدء الحرب على سورية للإبادة وللاستباحة من قبل الإرهابيين، بالإضافة إلى أن هناك نحو أكثر من 700 مدينة أثرية، كلها تعود إلى الحقبة الرومانية والبيزنطية، تعرّضت أيضاً للأذى من قبل الإرهابيين، حيث يتمّ الإجهاز على بناء أو أكثر، وكل ذلك طبعاً بأهداف متعدّدة، فهناك هدف أحياناً للحصول على بعض القطع الفنية المزخرفة الموجودة في هذه الأبنية كتاج عمود أو ساكف وإلى ما هنالك لبيعه وتسويقه إلى تركيا.
وهناك أيضاً هدف آخر للاستفادة من الحجارة الموجودة، وهي حجارة منحوتة بشكل جميل، وإضافة إلى ذلك هناك استهداف أيديولوجي عقائدي هدفه محو كل ما له علاقة بما لا يتماشى مع فهمهم..
وتقول دمشق إنه تم الكشف عن مئات القطع الأثرية السورية في أسواق الدول المجاورة ولا سيما تركيا والأردن ناهيك عن إحباط الجهات المختصة عشرات المحاولات لتهريب العديد من القطع الأثرية في حمص وغيرها.
ووفقاً لتقارير إخبارية، تجني ميليشيات داعش الإرهابية الملايين من وراء عمليات تهريب وبيع الآثار القديمة التي نُهبت من المتاحف إلى الغرب ودول الجوار في الخليج عبر شبكة من المهربين والوسطاء.
في تقريرها، تقول صحيفة ديلي ميل بأن آثار سورية عمرها 10 آلاف سنة من مدينة الرقة التي كانت ميليشيات داعش تتخذها عاصمة لها قد بيعت بأكثر من مليون دولار أمريكي لكل قطعة منها وقد تم تهريبها من العراق وسورية عبر كلٍ من تركيا ولبنان.
داعش، التنظيم الإرهابي المنشق عن القاعدة سيطر على مناطق من العراق وسورية مخلفاً فيها الرعب والدمار أينما حل، حيث يصر هؤلاء الإرهابيون القتلة على تدمير كل ما يدعون أنه «بدعة» و»ردة» بما يشمل مواقع تعد مهدًا للحضارة في منطقة غنية بتاريخها منذ أقدم العصور. وتعرضت المواقع الأثرية بشكل منهجي لعمليات التنقيب السرية من قبل مجموعات منظمة تنظيمًا جيدًا وهي مسلحة غالبًا، هذه السرقات العلنية تجارة مربحة لعديمي الضمير داخليًا ودوليًا، وإن المواقع الأثرية القريبة من الحدود هي الأكثر نهبًا فلصوص الآثار يستغلون موقعها لتنفيذ عمليات التهريب بسرعة إلى الخارج.
وعن حالة المتاحف، فمعظم المتاحف المتضررة تقع في المنطقة الشمالية الغربية من البلاد، سجلت فيها العديد من حوادث نهب الممتلكات الثقافية والعديد من الأعمال الفنية تعتبر مفقودة حاليًا، بالإضافة لتضرر البنية التحتية للمتاحف نتيجة إلحاق الإرهابيين الضرر والدمار فيها.
ومن جهة أخرىألقت الجهات المختصة في سورية القبض على عصابة تقوم بتهريب الآثار الذهبية من ريف محافظة درعا إلى السعودية عبر الطرق غير الشرعية.
وذكرت وسائل إعلامية سورية حينها أن الأمن الجنائي في درعا أحبط محاولة التهريب وتمكن من ضبط كم هائل من القطع الأثرية المتنوعة التي تعود لعصور تاريخية متعددة.
وتعد الكميات الأثرية المضبوطة من المعادن الذهبية وغيرها من أكبر عمليات التهريب والتي حاول اللصوص إخراجها من سورية وبيعها في السعودية.
أما مدينة حماة وتحديدا في موقع أفاميا الأثري فقد سُرِقت لوحات فسيفسائية من متحف أفاميا تعود في عمرها إلى العهد الروماني عدَّة مرات عقب تعرُّض المتحف للاقتحام من قبل الارهابيين فضلاً عن منحوتات حجرية لبعض الآلهة القديمة نهبت من المتحف نفسه وقد قام بعض لصوص الآثار بالحفر والتنقيب حتى عُمقِ مترين تحت الأرض في المدينة الأثرية ونهب كلّ ما وصلت إليه أيديهم من قطع تاريخية وتعرضت قلعة شيزر أيضاً للهجوم ولعمليات تنقيب سرية.
وفي درعا كانت الخسائر كبيرة في أكثر من موقع، فلم تسلم مدينة بصرى الأثرية من إجرام هؤلاء الإرهابيين، ولم تشفع لها عضويتها في لائحة التراث العالمي ولا غناها بالآثار الرومانية والنبطية والبيزنطية والإسلامية الباكرة، حيث تعرض المركز الثقافي للدمار، وهو مبنى تاريخي في الأساس يعود للقرن ١٣م.
أما الخسائر التاريخية والأثرية في حمص فيصعب حصرها أو توثيقها بشكل كامل، إذ لم يبق موقع في المدينة القديمة تقريباً لم تصبه قذائف الغدر الإرهابية، وشملت الخسائر والأضرار السوق القديم والمنازل التاريخية والمساجد والكنائس الأثرية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر سوق الحشيش وحمام الباشا الذي دمرت قبته، وقصر الزهراوي في حي الحميدية، وجامع خالد بن الوليد، وجامع كعب الأحبار الذي انهارت مئذنته، وجامع أبي ذر الغفاري، وجامع النوري، وكنيسة مار إليان الحمصي وكنيسة الأربعين، ومطرانية السريان الكاثوليك وكنيسة أم الزنار التي تعتبر من أقدم الكنائس في المنطقة.
وفي دمشق تعرضت العديد من الأسواق والبيوت التاريخية في حي الميدان التاريخي لأضرار بالغة ، وتعرض دير صيدنايا الذي يتمتع بقداسة عالمية لقذيفة إرهابية مجهولة المصدر اخترقت أحد جدرانه. كذلك تعرضت مدينة دير الزور لأضرار بموقع تل عشارة (ترقا القديمة) وهو من المواقع البرونزية الهامة في سورية.
كذلك دُمرّت الكنيسة الأثرية الوحيدة في البوكمال، وتفيد بعض التقارير بأن بعض التلال كتلّ خان شيخون، وتل رفعت، وتل قرقر، وتل آفس وتل الأشعري وتل حموكار، وغيرها قد تعرّضت لتدمير سويات أثرية هامة إثر حفر الخنادق لتأمين ملاجئ للدبابات والمجنزرات للإرهابيين وتوفير مواقع استراتيجية لها تتيح لها السيطرة على المناطق المحيطة.
وكانت كل من قلعتي الحصن وصلاح الدين قد تعرضتا للقصف وبحسب المدير العام للآثار والمتاحف آنذاك الدكتور بسام جاموس فقد: منع المسلحون دخول الموظفين لممارسة أعمالهم في قلعة الحصن إذ وضعوا حواجز، وعبوات ناسفة على الطرقات، وهددوا بخطف العاملين إذا اقتربوا من مقر عملهم وقد أكدت مديرة القلعة وجود عناصر محلية وغير سورية مع المسلحين تجري أعمالاً منافية للقوانين. وهناك الكثير من المواقع الأثرية التي تأذت بسبب الحرب على سورية حيث يظهر تهريب الآثار أو محوها جزءا من المخطط الارهابي على سورية ولكن الغريب أن تصمت لجان التراث العالمية قالآثار ملك للبشرية كلها فلماذا صمتت الأمم المتحدة عما جرى في سورية والعراق؟
زينب العيسى
التاريخ: الخميس 14-3-2019
رقم العدد : 16931