السفير آلا يؤكد على الحق السيادي لسورية باسترجاع كامل الجولان المحتل..أبناء الجولان لا يزالون متمسكين بانتمائهم لوطنهم الأم
ثورة أون لاين:
أكد السفير حسام الدين آلا المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف أن أبناء الجولان السوري المحتل لا يزالون متمسكين بانتمائهم لوطنهم الأم وبهويتهم العربية السورية في مواجهة الانتهاكات الجسيمة والممنهجة لكافة حقوقهم الأساسية على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تواصل إخضاعهم لإجراءات تعسفية وسياسات ممنهجة تهدف إلى قطع صلاتهم بوطنهم الأم ومعاقبتهم على تمسكهم بانتمائهم الوطني.
وقال السفير آلا في بيان ألقاه اليوم أمام الدورة الأربعين لمجلس حقوق الإنسان البند السابع “حالة حقوق الإنسان في فلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرى”:إن الإجراءات العقابية التمييزية التي تنتهجها سلطات الاحتلال تشكل انتهاكات صريحة للحقوق المدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لسكان الجولان فضلا عن الممارسات القمعية بحقهم بما في ذلك زجهم في معتقلات الاحتلال كما هو حال الأسيرين صدقي المقت وأمل أبو صالح.
وأضاف السفير آلا: مع تصعيد السياسة الإسرائيلية المعلنة لتكريس احتلالها وانتزاع الاعتراف بقرارها غير الشرعي بضم الجولان السوري المحتل كأمر واقع انتهاكاً لقرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 تتصاعد المحاولات الإسرائيلية لفرض قوانينها وولايتها على أهالي الجولان المحتل على التوازي مع تصاعد حملات الاستيطان عبر الاستمرار ببناء وتوسيع المستوطنات ومصادرة الأراضي الزراعية الخصبة ومصادر المياه في أنحاء الجولان السوري المحتل.
وبين السفير آلا أن سلطات الاحتلال سعت في سياق خطواتها التصعيدية إلى محاولة فرض انتخابات غير قانونية للمجالس المحلية في الجولان المحتل بتاريخ 30-10-2018 وهي محاولة أفشلها رفض أبناء الجولان القاطع لتلك الانتخابات ومقاطعتهم لها ترشيحاً وانتخاباً باعتبارها محاولة لشرعنة الاحتلال وتطبيق قوانينه على الجولان السوري المحتل مضيفا: إنه على التوازي تحاول سلطات الاحتلال مصادرة وسرقة الأراضي التي تعود ملكيتها لأبناء الجولان السوري في قرية مجدل شمس مؤخراً عبر مطالبتهم بتقديم وثائق وشهادات الملكية لأراضيهم التي ورثوها عن الآباء والأجداد وتهديدهم بمصادرة الأراضي من أصحابها الحقيقيين ومنحها للمستوطنين الإسرائيليين في حال عدم قبولهم بوثائق الملكيات الإسرائيلية.
وتابع السفير آلا: إنه في سياق ضغوطها على أبناء القرى السورية المحتلة منحت سلطات الاحتلال تراخيص لإقامة توربينات هوائية لتوليد الطاقة على الأراضي الزراعية الخاصة المحيطة بقرى الجولان المحتل وهو مشروع من شأنه أن يحد من القدرة التوسعية للقرى المحتلة وأن يحاصر سكانها في بؤر سكنية خانقة وكثيفة وأن يلحق الضرر بمصدر معيشتهم.
وقال السفير آلا: إنه ومما لا شك فيه أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما كانت لتستمر بهذه الممارسات التي تنتهك كافة التزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال لولا الرعاية والحماية من المساءلة التي توفرها لها الولايات المتحدة وحلفاؤها في الهيئات الدولية بما في ذلك داخل مجلس حقوق الإنسان.
وتابع السفير آلا: ولعل الحملة الأمريكية على مجلس حقوق الإنسان والتي اتخذت من إلغاء البند السابع من جدول الأعمال المخصص لمناقشة انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين والجولان السوري المحتلين ذريعة للانسحاب من المجلس هي الدليل الأوضح على تحكم الرغبات والمصالح الإسرائيلية بقرارات الإدارة الأمريكية.
وأضاف: إن التصريحات التي أطلقها السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام خلال زيارته للجولان السوري المحتل مؤخراً برفقة رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي والسفير الأمريكي في “إسرائيل” تشكل الدليل الأحدث على ازدراء الولايات المتحدة للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة وخاصة قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981 الذي تم اعتماده بإجماع أعضائه بمن فيهم الولايات المتحدة والذي أكد على الوضع القانوني للجولان السوري المحتل باعتباره أرضاً محتلة وعلى بطلان قرار سلطة الاحتلال بضمه وانتفاء أي أثر دولي لقرارها.
وقال السفير آلا : إن سورية تؤكد على دور مجلس حقوق الإنسان ومسؤولياته في ضمان إلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي باحترام حقوق أبناء الجولان السوري المحتل ومحاسبة المسؤولين عن انتهاك حقوقهم الأساسية المستمرة طيلة خمسة عقود من الاحتلال الاستعماري.. ونحذر من أن دفاع بعض الدول في هذا المجلس عن الاحتلال الإسرائيلي وعن ممارساته العنصرية المتطرفة يضع تلك الدول في مصاف الشريك في الانتهاكات.
وشدد السفير آلا على أن الحق السيادي للجمهورية العربية السورية باسترجاع كامل الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967 غير قابل للتصرف وغير خاضع للتقادم وعلى كيان الاحتلال الإسرائيلي أن يدرك أن سياساته ستسقط أمام صمود أبناء الجولان الذين حافظوا طيلة 52 عاماً تحت الاحتلال على هويتهم وجنسيتهم العربية السورية وكما سبق لأبناء الجولان السوري إسقاط قرار الضم ومحاولة فرض هوية المحتل وإفشال ما يسمى انتخابات المجالس المحلية الإسرائيلية فإنهم سيسقطون اليوم محاولات حكومة الاحتلال فرض قرارها غير الشرعي بضم الجولان السوري المحتل.
وجدد السفير آلا في ختام بيانه تأكيد سورية على دعمها للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين تنفيذاً للقرار 194 ومطالبتها بالانسحاب الإسرائيلي مما تبقى من أراض لبنانية محتلة.