ثورة أون لاين:باسل معلا
مازالت تداعيات المجزرة التي ارتكبها الارهابي برينتون تارانت مستمرة حيث شهد العالم قيامه بقيادة سيارته إلى مسجد في نيوزيلندا ثم دخله وأطلق الرصاص بشكل عشوائي على من بداخله ثم ذهب إلى مسجد آخر وكرر فعلته فحصد في العمليتين أرواح 50 شخصاً من المصلين.
هذه الجريمة في حق البشرية كانت على العلن ولم يكن الهدف منها أن تتم في الخفاء حيث قام الارهابي بتصوير كامل العملية كما قدم بيانا حمل عنوان “البديل العظيم” تحدث فيه عن “الإبادة الجماعية للبيض” وقدم أهدافًا مختلفة لتنفيذ عمليته، ومنها على حد تعبيره “خلق أجواء من الخوف بين المسلمين”، كما طرح البيان أفكارا في غاية الخطورة والتطرف الفكري.
هذه الحادثة تحمل الكثير من الدلالات والمعاني فهو تحمل رائحة الارهاب العالمي الفكري والمنظم هو ذاته الذي ساهم في قدوم مئات الالاف من الارهابيين الاجانب إلى سورية ليكونوا وقودا للحرب الارهابية التي هدفت بالدرجة الاولى إلى تدمير الدولة السورية وتنفيذ المخططات الاستعمارية الغربية في المنطقة والحد من انتشار وتوسع وتقدم وقوة محور المقاومة الذي بدأ يتبلور من فلسطين إلى فنزويلا التي تعيش اليوم سيناريو مكرر لما حدث في سورية منذ ثماني سنوات..
المجزرة التي حدثت في نيوزيلندا مخطط لها في غرف الاستخبارات الغربية السرية والهدف منها احداث المزيد من الاضطرابات على مستوى العالم بدليل ردود الفعل التي بدأت تظهر منذ اللحظات الاولى من بعض الدول التي تعتبر نفسها حامية للإسلام والتي كانت ردودها مخجلة ومخزية ..فالبيان الذي تقدم به الارهابي مرتكب المجزرة عاد بالوراء إلى الالف السنين تخيلوا إلى عصر فتوحات الاندلس وأوروبا وعبد الرحمن الغافقي وكذلك الامر الدولة العثمانية معتبرا ان ما قام فيه يعود جله انتقاما لتلك الاحداث ليأتي الاخونجي اردوغان بالتقاط الفرصة ليتحدث عن الرد دون أن ينسى حلمه القديم والمستحيل بإحياء السلطنة العثمانية التي اكل عليها الزمان وشرب..
هذا هو الارهاب والتطرف الذ طالما حذرت منه الدولة السورية وهي تدافع عن البشرية والحضارة جمعاء في حربها ضد الارهاب التكفيري علما أن ما قام به تارانت هو ارهاب تكفيري بالمناسبة ولا يختلف كثيرا عما قامت به التنظيمات التكفيرية في سورية والمنطقة كما ذكرت لتنفيذ خطط استعمارية توسعية وللأسف فأن الغافلين والمغرر فيهم كثر في زماننا هذا..
لعل رد الفعل الوحيد الذي يرتقي للإنسانية والحضارة ما قام فيه الشعب النيوزيلندي الذي عبر عم رفضه للإرهاب العالمي والتطرف مبديا تعاطفه مع الضحايا الذين اعتبرهم مواطنين ولعمري فإن القادم سيكون اسوأ أن لم تتيقظ الشعوب وتواجه التطرف والإرهاب العالمي ..