يجتمع في هذا العام يوم ليس كباقي الأيام.. يوم تتجسد فيه معاني العطاء والتضحية.. يوم عظيم كصاحبه.. إنه يوم المعلم ويوم الأم، فما أعظمه من يوم.
المعلم صانع الأمم وباني القيم، وعلى ذراعيه يكبر أبناء الوطن والمستقبل، وبفضلهم تعلو راية العلم.. وتكتمل رسائل بناء الوطن بوجود أمهات عظيمات، ومعهم تعلمنا أنه لا مستحيل في الحياة، وأنه بالعلم والعمل تبنى الأمم.
من علمنا نخط حرفاً، وكان حرفه أولى خطواتنا الثابتة نحو ميادين المعرفة وبحور النور والعلم، من المعلم تعلمنا أنّ للنجاح أسرار، وتعلمنا أنّ الأفكار الملهمة تحتاج إلى من يغرسها بعقولنا ويرويها، واليد التي تمسك بيد الأجيال لتخرجها من ظلام الجهل إلى نور العلم.
إليك أيها القدوة، يا من تنشئ أنفساً وعقولاً.. يا من تحرق نفسك كالشمعة في مهب الريح لتنير طريق الآخرين بالعلم والمعرفة والأخلاق قبل وبعد كل شيء.. أنت منبر علم تحمل على عاتقك أصعب المسؤوليات لإعداد جيل واعٍ قادرٍ على قيادة المستقبل.
وللروح التي تحمل بداخلها روحاً وترعى أرواحاً، مكملة الحياة ورمز الصمود والتحدي، من تضحين من أجلنا جميعاً، مصنع الحياة.. يا من لا نعيش إلا بك، يا معجزة الله في الأرض.
اليوم وكل يوم دورنا لنقف جانبك ونقدم لك التقدير والاحترام والرعاية وكل ما تحتاجينه لتبقي قوية ثابتة، نرد لك جزءاً من عظيم صنائعك.. لأنك الأجدر.. وتستحقين الحياة.. فأنت الأم والأخت والابنة..
لأنك الأغلى.. لأنك الأم.. لأنك الوطن.. لأنك من تهبين الحياة وتلدين الأمل.. تقاومين الألم وتمنحين روحاً من روحك، الأم التي منحت طفلها الحب والأمل رغم ألمها.. تنجبين رجالاً أبطالاً.. في البداية أنت وفي النهاية أنت.. لذلك لا بد أن تكوني بخير ليكون الوطن بخير.. فكل عام وكل يوم ولحظة أنت كل الخير..
فكل التحية للأم العظيمة المبجلة أينما حلت.. وللمعلمين الذين بذلوا أروحكم لارتقاء الفرد والمجتمع.
عادل عبد الله
التاريخ: الثلاثاء 19-3-2019
رقم العدد : 16935