مع استمرار نظام رجب طيب أردوغان بانتهاج سياسات قمعية بحق معارضيه وخصومه، بدأت سلطات النظام التركي بملاحقة مرشحي المعارضة للانتخابات البلدية المزمع إجراؤها أواخر الشهر الجاري وذلك في محاولة من أردوغان لإحكام قبضته على جميع مفاصل البلاد.
وسائل إعلام تركية ذكرت أن القضاء التابع لنظام أردوغان فتح تحقيقا عاجلا في أنقرة بحق مرشح حزب الشعوب الديمقراطي لانتخابات بلدية أنقرة منصور ياواش وبحق الرئيس المشترك للحزب سزائي تاماللي بحجج وذرائع واهية.
ويتعرض ياواش منذ فترة لحملات إعلامية عنيفة من قبل الإعلام الموالي لأردوغان ويشارك في هذه الحملة أردوغان ومعظم المسؤولين بعد أن بينت جميع استطلاعات الرأي أن ياواش يتقدم على منافسه مرشح العدالة والتنمية اوز حسكي بما لا يقل عن 8 نقاط.
على صعيد آخر أثار أردوغان استهجان نيوزيلندا باستغلاله الهجوم الإرهابي الذي حصل يوم الجمعة الماضي على مسجدين فيها ضمن حملة يقوم بها لصالح حزبه (حزب العدالة والتنمية) قبيل الانتخابات المحلية التي ستجري أواخر الشهر الجاري.
وقدم أردوغان وهو الداعم الأكبر للإرهاب في سورية الهجوم في نيوزيلندا على أنه جزء من هجوم أكبر على «تركيا والإسلام» وعرض التسجيل المثير للجدل الذي صوره منفذ مجزرة المسجدين في كرايست تشيرش خلال تجمعات انتخابية.
وذكرت فرانس برس أن نائب رئيسة الوزراء في نيوزيلندا وينستون بيترز علق على تصرفات أردوغان محذرا بأن تسييس المجزرة التي راح ضحيتها 50 شخصا «يعرض للخطر مستقبل وسلامة الشعب في نيوزيلندا والخارج وهو غير منصف إطلاقا».
وكانت سلطات نيوزيلندا سارعت بعد الهجوم على المسجدين إلى العمل لوقف انتشار التسجيل المصور الذي شاركه منفذ المجزرة على الفيسبوك محذرة من أن مشاركة التسجيل تعرض المستخدم للمحاكمة فيما حذف فيسبوك 5,1 مليون فيديو للهجوم الإرهابي.
لكن أردوغان أعاد نشر المشاهد المروعة لمجزرة مسجد كرايست تشيريش لزيادة شعبيته في حملة انتخابية تتعلق بحزبه (العدالة والتنمية).
وأكد زعيم المعارضة ورئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو أن أردوغان يحاول جني مكاسب سياسية من خلال استغلال هذه المجزرة.
كما علق الصحفي التركي ادم يافوز أرسلان على تصرف أردوغان قائلا: «يا له من عار إنه يدمر تركيا.. أردوغان يستخدم فيديو لأحداث نيوزيلندا خلال حشود انتخابية».
وكان أردوغان استخدم أسلوبا مشابها يعتمد على إثارة مشاعر أتباعه بحديثه عن (أعداء الإسلام) خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة في حزيران الماضي من أجل كسب مزيد من الأصوات لصالحه وللتغطية على الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى انهيار العملة المحلية وارتفاع معدل التضخم خمسة أضعاف.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأربعاء 20-3-2019
رقم العدد : 16936