رفض دولي لتصريحات ترامب بشأن الجولان السوري المحتل: الاحتلال الإسرائيلي عمل غير مشروع بموجب القانون الدولي
لاقت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن نيته الاعتراف «بسيادة» كيان الاحتلال الصهيوني على الجولان العربي السوري المحتل رفضا دوليا واسعا، وأكدت مجمل دول العالم التزامها بجميع قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة التي تؤكد أن الجولان المحتل جزء لا يتجزأ من الأراضي العربية السورية.
فقد أكدت الأمم المتحدة أن الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري عمل غير مشروع بموجب القانون الدولي مشددة على التزامها بكل القرارات الدولية حول الجولان السوري المحتل.
وقال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق في تصريح له أمس نقلته وسائل الاعلام: إن الأمم المتحدة ملتزمة بجميع قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة التي تنص على أن احتلال الجولان السوري من قبل إسرائيل هو عمل غير مشروع بموجب القانون الدولي.
وأضاف حق: إن موقف الأمم المتحدة لم يتغير بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب بخصوص الجولان.
من جانبه قال المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي: إن الاتحاد لا يعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.
وأعلنت مايا كوسيانتشيتش المتحدثة باسم رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغيريني، أن موقف الاتحاد الأوروبي إزاء انتماء مرتفعات الجولان لم يتغير، وأنه بموجب القانون الدولي لا يعترف بسيادة إسرائيل على الأراضي التي احتلتها في عام 1967، بما فيها مرتفعات الجولان، ولا يعتبرها جزءا من «الأراضي الإسرائيلية».
وفي موسكو أكد النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيدرالية الروسي فلاديمير جباروف أن الولايات المتحدة لا تريد حل الأزمة في سورية بالطرق السلمية ولا السلام في المنطقة بل تعمل على تصعيد التوتر فيها.
وقال جباروف لوكالة سبوتنيك أمس: بدأ الوضع في الشرق الأوسط بالهدوء للتو، وما لبثت الولايات المتحدة إلا أن بدأت بصب الزيت على النار لأن واشنطن لا تلائمها التسوية السياسية للأزمة في سورية.
وأوضح جباروف أن قرار واشنطن الاعتراف بسيادة اسرائيل على الجولان السوري يشبه قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، مضيفا: إن الأميركيين لا يريدون السلام في المنطقة، هم يريدون الحرب والفوضى ومهتمون ببيع أسلحتهم.
ووصف جباروف حديث ترامب حول الجولان السوري المحتل بأنه غير معقول.
من جهته أكد عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيدرالية الروسي أوليغ موروزوف أن ترامب يعمل على إثارة غضب المجتمع الدولي والعالم العربي، مشيرا إلى أنه يهدف من إعلانه بشان الجولان السوري المحتل تعزيز الارتباط باسرائيل وتقسيم العالم العربي وإضعاف الوحدة العربية وضرب الشراكة السورية الروسية.
كما أكدت أوساط عربية أن الجولان أرض سورية محتلة من قبل إسرائيل بواقع القانون الدولي، مشيرة إلى التصريحات الصادرة عن أقطاب الإدارة الأميركية والتي تمهد لاعتراف رسمي أميركي بسيادة إسرائيلية على الجولان السوري المحتل تعتبر خارجة بشكل كامل عن القانون الدولي. ولا يحق لدولة مهما كان شأنها أن تأخذ مثل هذا الموقف، كما أنه اعتراف، إن حصل، لا ينشئ حقوقا أو يرتب التزامات، ويعتبر غير ذي حيثية قانونية من أي نوع.
وشددت على أن الجولان أرض سورية محتلة بواقع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وباعتراف المجتمع الدولي، مشيرة إلى أن عنصر مرور الوقت على الاحتلال الإسرائيلي لا يشرعنه أو يجعله مقبولا دوليا، بل يظل جرما ينبغي تصحيحه وليس تقنينه كما يهدف البعض، داعية الولايات المتحدة إلى العودة عن نهجها المدمر الذي يقوض كل مصداقيتها.
وكان مجلس الأمن الدولي أكد في قراره رقم 497 لعام 1981 والذي تم اعتماده بالإجماع بتاريخ 17 كانون الأول 1981 أن قرار /إسرائيل/ بفرض قوانينها على الجولان السوري المحتل لاغ وباطل وطالبها بصفتها القوة القائمة بالاحتلال أن تلغي قراراتها وإجراءاتها في الجولان السوري المحتل فورا، كما طالب عبر قراريه /242/ و/338/ كيان الاحتلال بالانسحاب من الجولان السوري.
وتؤكد سورية في جميع المحافل الدولية أن استعادة الجولان السوري المحتل حق ثابت لها لا يخضع للتفاوض أو التنازل ولا يسقط بالتقادم وذلك استنادا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الجمعة 22-3-2019
الرقم: 16938