وطني ولكَ أنتمي، بنبضي وسريانُ دمي.. منكَ ويغدقُ من قلبك، فأحيا وأتنفَّسُ عشقك.. أكفكفُ وجعي بنداك، مداك أنا وهواك.. لكلِّ من عنكَ رحلوا، منَّا إلينا قد وصلوا.. أحبابٌ هم أحباب، أعدهم يا الغياب.. أعدهم فذِكراهم جموح، هو شوقٌ وغصّة روح.
وطني ويعزفكَ نغمي، لحنكَ فرحي لا ألمي.. لن أغادركَ وإن جُرت، يكفي في القلبِ طُعنتْ.. من جاهلٍ لا يتأمّل، فيكَ يا العقلُ الأعقل.. من حاقدٍ قد اسودّ، ضميره بلا حدّ.. من فاسدٍ وأخلاقه، ركعت تصلّي نفاقه.. من خائنٍ جبان، بالشرِّ قد استعان.. من مجرمٍ بهيم، غدركَ يا العظيم.
وطني أسمِّيكَ الورد، وأعانقُ فيكَ الود، أتسربلُ فيكَ حباً، يكتبكَ حرفي أبداً.. حرفي الذي لا يرحم، من منكَ لم يتعلَّم.. بأنَّك أمسُ الحَدسْ، وحدسُ الاتِ بأمسْ.. يتلمَّس أسراركَ يخشع، من عرفكَ وتوجَّع.. لتوجّع قلبك بنزيف، كلّ عشقٍ شريف.
عشقُ من هواك، وبروحهِ افتداك.. من أضاء فضائكِ، فأشرقَ من شمسكَ.. شمسُ أناكَ الساطعة، كرامة ومُرصَّعة.. بدفءِ مافيها وله، وجدانها الذي جعله.. يصلّي صباحكَ ساجداً، لبهائكَ ومتعبِّداً.. في محرابك ويصول، فخراً بكَ يقول: وطني فداك دمي، أسكبهُ بأخلاقي وقيمي.. قيمُ الوفاء لإنسانك، فقط من ضحَّى وصانك.. لمنْ رواك بهِ حباً، فأزهرَ بكَ صار ورداً.. فوحه هو فوحُ شهيدك، ونشيدهُ صوتُ نشيدك..
أشهد أن لا أنت، تقدَّس فيا فصُرت، أؤمن بكَ وأبديَّتي، ترتِّلكَ سوريَّتي.. أرفعُ صوتي الحقّ، من عمقِ عمقِ العمقِ: وطني أنا كبرياؤك، ونبضي أنت وأبناؤك.. أبناءُ الغدِ وصهيل، الممكن والمستحيل.. يجمحُ بكَ إليّ، بجراحكَ يا الأبي.. أبلسِمها فكفكفْ دمعتها، أمي لا أنسى كلمتها: لعنةُ الوطنِ ومن صانه، على من غدرهُ وخانه.. لعنتهُ وألف لعنتهُ، إلا على من أدى رسالته.
هفاف ميهوب
التاريخ: الاثنين 25-3-2019
رقم العدد : 16939